الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

رسالة إلى رايس: تفضلوا بمضغ علكة ناصعة البياض

في إشارة بالغة الدلالة أطلق حكام جمهورية جورجيا اسم جورج بوش على أحد شوارع عاصمتهم. والأغلب أنهم سيمضون في توطيد عرى الصداقة مع أمريكا بإطلاق أسماء سياسيي الولايات المتحدة و"أبطالها" كـماكين وتشيني، على مزيد من شوارع تبليسي.

وربما كان المسؤولون الروس مصيبين فيما لو حذوا حذو حكام جورجيا ليهدوا عاصمتهم موسكو، على الأقل، تمثالا لكوندوليزا رايس التي تتولى وزارة الخارجية في واشنطن الآن، وذلك في سبيل إكرام هذه "المرأة الفاضلة" التي استحقت تقدير الروس، وبالأخص الديمقراطيون منهم، بعدما بصّرتهم بالحقائق التي كانوا يتجاهلونها أو شاءوا أن يغضوا البصر عنها، ومن بينها ما يكشف عن أن كل الأحاديث عن حب الغرب ومنظماته كحلف شمال الأطلسي لروسيا الديمقراطية لا تعدو كونها مجرد كلام فارغ أو كاذب.

وكان الديمقراطيون الروس يسددون نظراتهم إلى تمثال الحرية الأمريكية عندما شرعت بلادهم في سلوك طريق الديمقراطية في تسعينات القرن الماضي. أما الآن، وفيما يتلقى "الأوسيتيون الأشرار" عقابا شديدا من قبل الجورجيين الطيبين، فإن الديمقراطيين الروس يتمنون الآن أن تـَلم كوندوليزا الناطقة بلسان الديمقراطية الأمريكية لسانها وتمضغ علكة الأوربيت الناصعة البياض حتى لا يحسوا بالاشمئزاز من هذه الديمقراطية.

ومما يدعو إلى إكرام كوندوليزا أنها أكدت للروس أنه ليس لبلادهم حليف سوى جيشها. والآن يتمنى الروس أن يتلقوا تعنيفا شديدا من قبل كوندوليزا إذا لم يحسنوا توظيف الاعتمادات المخصصة لتسليح وتطوير جيشهم.

حبذا لو تفضلت كوندوليزا بقبول عرفان الديمقراطيين الروس بهذا الجميل.

("ارغومينتي إي فاكتي"، عدد 36، عام 2008 - وكالة نوفوستي)

ليست هناك تعليقات: