الجمعة، 12 سبتمبر 2008

باكستان تحتج على ضربة صاروخية أمريكية جديدة بأراضيها

اسلام اباد (رويترز) - قال مسؤولون أمنيون ان 14 شخصا قتلوا يوم الجمعة في شمال غرب باكستان في هجوم صاروخي شنته طائرة أمريكية بدون طيار على أشخاص يشتبه في انهم متشددون أدانه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني.

وزادت عملية شنتها قوات خاصة أمريكية داخل باكستان الأسبوع الماضي وأعقبتها عدة هجمات بطائرات بدون طيار التوتر بين باكستان والولايات المتحدة بشأن كيفية التصدي لحركة طالبان وتنظيم القاعدة في الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان.

وقال جيلاني ان باكستان ستثير القضية مع الولايات المتحدة على المستوى الدبلوماسي.

وقال للصحفيين "سنحاول إقناع الولايات المتحدة ... باحترام سيادة باكستان.. وسنقنعها ان شاء الله."

وقال الميجر مراد خان وهو متحدث باسم الجيش الباكستاني "نؤكد وقوع هجوم بالصواريخ في حوالي الساعة الخامسة والنصف من فجر اليوم (2330 مساء أمس بتوقيت جرينتش). وأبلغنا الحكومة."

ونادرا ما يؤكد الجيش الباكستاني الذي يتردد في الإشارة الى خرق السيادة الباكستانية وقوع هذه الهجمات.

ولم يقدم خان المزيد من التفاصيل لكن مسؤولين أمنيين في المنطقة قالوا ان 14 شخصا قُتلوا وأُصيب نحو 12 آخرين.

وقال سكان ان صاروخين أُطلقا باتجاه مدرسة حكومية سابقة كان يعيش فيها متشددون وأُسرهم.

وأثار تصاعد التمرد في أفغانستان مخاوف لدى الولايات المتحدة بشأن احتمالات النجاح بعد سبع سنوات من إطاحة قوات بقيادتها بحركة طالبان من السلطة.

وزاد ذلك القلق من الضغوط على باكستان لتعقب المتشددين الذين ينشطون في مناطق على جانبها من الحدود من بينها وزيرستان الشمالية.

وصعدت قوات الامن الباكستانية من عملياتها في منطقتين في أغسطس آب وهما منطقة باجور على الحدود مع أفغانستان ومنطقة وادي سوات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي.

وأعلن الجيش الباكستاني مقتل 40 متشددا بينهم أجانب في اشتباكات في باجور يوم الجمعة ليرتفع عدد القتلى في صفوفهم هذا الاسبوع الى نحو 150. وقتل جنديان وأُصيب 16.

وقال سكان انه بعد ساعات من الهجوم الصاروخي يوم الجمعة انفجرت قنبلة على الطريق في قافلة أمنية بقرية قريبة مما أدى الى إصابة جنديين بجروح خطيرة. وفتح الجنود في القافلة النار بعد الانفجار فأصابوا أربعة مدنيين.

وأدت المخاوف حول مستقبل أفغانستان والإحباط إزاء جهود باكستان في محاربة المتشددين الى شن الولايات المتحدة المزيد من الهجمات بطائرات بدون طيار في باكستان.

وقتل عشرات المتشددين وبعض المدنيين في نحو 12 ضربة بطائرات بدون طيار هذا العام.

وإضافة الى الهجمات الصاروخية شنت قوات كوماندوس أمريكية نقلت بطائرات هليكوبتر هجوما بريا في منطقة وزيرستان الجنوبية الاسبوع الماضي في أول توغل لقوات أمريكية في باكستان يعلن عنه منذ غزو أفغانستان عام 2001.

وأدانت باكستان الغارة التي قال مسؤولون انها أسفرت عن مقتل 20 شخصا بينهم نساء وأطفال.

وزاد الجيش الامريكي من احتمالات القيام بمزيد من التوغلات يوم الاربعاء قائلا انه لا يحقق النصر في أفغانستان وسيراجع استراتيجيته لمكافحة ملاذات المتشددين في باكستان.

وقال قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني في بيان شديد اللهجة ان بلاده لن تسمح بدخول القوات الاجنبية أراضيها وستدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها بأي ثمن. ورفض كياني أيضا تكهنات بوجود اتفاق سري يسمح للقوات الامريكية بشن هجمات.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس ان الرئيس الامريكي جورج بوش وافق سرا في يوليو تموز على أوامر تسمح للمرة الاولى للقوات الخاصة الامريكية بشن هجمات برية داخل باكستان دون موافقة الحكومة الباكستانية.

وامتنع مسؤولون أمريكيون عن التعليق على التقرير وقال حسين حقاني سفير اسلام اباد لدى واشنطن لرويترز ان بوش لم يصدر أوامر جديدة.

وأنهى كياني اجتماعا مع كبار قادة الجيش الباكستاني يوم الجمعة بقوله ان الجيش وفي ظل قيادة الحكومة سيحمي أرض باكستان وان هناك "توافقا تاما في الاراء بين الحكومة والجيش" حول هذا الامر.

وزاد التوتر مع الولايات المتحدة من مخاوف المستثمرين في باكستان حيثت تضررت أسواق المال بسبب الاضطرابات السياسية والمشكلات الاقتصادية.

في الوقت نفسه فان باكستان عرضة للخطر اذا حدث أي خفض في الدعم المالي الامريكي في ظل تقلص احتياطياتها من العملات الاجنبية وهو ما أثار أحاديث بشأن احتمال عجزها عن تغطية سندات سيادية في العام القادم الا اذا حصلت على تمويل أجنبي.

من ذي شان حيدر

ليست هناك تعليقات: