الخميس، 4 سبتمبر 2008

باكستان تحتج لدى السفيرة الأمريكية على غارة عبر الحدود

اسلام اباد (رويترز) - قال وزير الخارجية الباكستاني يوم الخميس إن بلاده مصممة على الدفاع عن سلامة أراضيها مع تصاعد الغضب بشأن غارة شنتها قوات تابعة للقيادة الأمريكية على قرية حدودية نائية.

والهجوم البري الذي وقع قبل الفجر وشنته قوات حملتها طائرات هليكوبتر على قرية انجور ادا في منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية يوم الاربعاء هي اول غارة يعرف ان قوات تابعة للقيادة الامريكية شنتها داخل باكستان منذ غزو افغانستان في عام 2001 .

وقال مسؤولون ان 20 شخصا بينهم نساء واطفال قتلوا واستدعت الحكومة المدنية الجديدة - الاكثر حساسية لغضب الرأي العام من الحكومة السابقة - السفيرة الامريكية لتقديم احتجاج غاضب.

وأبلغ وزير الخارجية شاه محمود قريشي الجمعية الوطنية ان الغارة انتهاك مخز لقواعد الاشتباك المتفق عليها مع القوات التابعة للقيادة الامريكية في افغانستان.

وقال قريشي "لن نقدم تنازلا بشأن أي انتهاك لسيادتنا."

وقال "سندافع ... ولدينا التصميم والاجماع الوطني في باكستان على الدفاع عن سلامة اراضينا."

ولم يصدر عن الولايات المتحدة - وهي مصدر رئيسي للمساعدات لباكستان - تعقيب رسمي على الغارة لكن لا توجد شكوك تذكر في ان قوات امريكية هي التي نفذت الغارة.

وتقول الولايات المتحدة ان متشددين ينتمون للقاعدة وطالبان يتمركزون في اماكن امنة في مناطق قبائل البشتون في شمال غرب باكستان على الحدود الافغانية ينطلقون لشن هجمات في افغانستان وباكستان ويخططون لاعمال عنف في الغرب.

ورغم ان باكستان حليف للولايات المتحدة في الحملة التي لا تتمتع بشعبية ضد الارهاب فانها ترفض قيام قوات اجنبية بشن غارات داخل اراضيها.

غير انه وقعت هجمات صاروخية عديدة ضد متشددين في باكستان يعتقد ان طائرات بدون طيار تقوم بتشغيلها قوات امريكية هي التي شنتها.

ونفى حلف شمال الاطلسي الذي يقود قوات حفظ سلام في افغانستان تعرف باسم قوة المعاونة الامنية الدولية أي مشاركة في هذه الغارة. وتتولى الولايات المتحدة قيادة قوات منفصلة لمواجهة التمرد في افغانستان.

وعندما سئل برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية بشأن الغارة قال "ليست لدي معلومات اقدمها لكم بشأن هذه التقارير."

وأحالت وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) كل الاسئلة الى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون).

وقال محللون ان الغارة ستكون بمثابة اختبار للعلاقات بين الحليفين.

وقال وزير الخارجية السابق شامشاد احمد خان "شعب باكستان غاضب."

وقال "على اقل تقدير يريد الشعب الباكستاني اعتذارا من الولايات المتحدة وتأكيدا بأن هذا النوع من العمليات لن يتكرر ... سيكون له اثار لا يمكن اصلاحها على العلاقات في المدى الطويل."

ومنذ ظهور حكومة بقيادة مدنية في باكستان بعد الانتخابات التي جرت في فبراير شباط يوجد قلق متزايد من ان العمليات العسكرية الامريكية أصبحت أكثر نشاطا في المناطق القبلية التي تقع على حدود افغانستان.

وتضاعف عدد الهجمات الصاروخية التي شنتها طائرات بدون طيار وتوجد مخاوف من ان القوات الامريكية ستستخدم طائرات هليكوبتر عسكرية او تضع قوات خاصة على الارض للقيام بغارات لتدمير مخابيء القاعدة.

وقالت محللة الشؤون العسكرية عائشة صديقة "الحكومة قدمت احتجاجا وسيكون هناك كثير من الغضب لكن الموقف سيستمر ... والعلاقات لن تقطع لكن سيكون هناك مزيد من المرارة."

وبينما في الماضي كان من الممكن لحكومة الرئيس برويز مشرف ان تتجاهل غضب الرأي العام فان الحكومة المدنية التي يتزعمها أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو ستشعر بالضغوط.

وينظر الى اصف علي زرداري الذي يرجح ان يفوز بالرئاسة في الانتخابات التي ستجري يوم السبت على انه مقرب من الولايات المتحدة لكن الباكستانيين العاديين الذين تتملكهم مشاعر معادية للولايات المتحدة يتوقعون منه ان يتخذ موقفا.

وعبر زرداري مرة اخرى في تعقيب نشر في صحيفة واشنطن بوست عن تصميمه على هزيمة تمرد طالبان في باكستان وضمان عدم استخدام الاراضي الباكستانية في شن هجمات داخل افغانستان. ولم يشر الى الغارة.

وقال المتحدث العسكري الباكستاني الميجر جنرال اثار عباس ان مثل هذه الغارات تنطوي على مخاطر من ارتماء الشعب في ايدي المتشددين وتفجر تمرد في الاراضي القبلية.

وقال خان ان هذه الغارة عمل يائس فيما يبدو في الايام الاخيرة لادارة بوش.

وقال "انهم في فترة انتخابات ومن الواضح ان ادارة بوش تحتاج بشدة الى تسجيل نقاط."

من روبرت بيرسل

ليست هناك تعليقات: