الخميس، 4 سبتمبر 2008

فنزويلا تناطح الولايات المتحدة في امريكا الوسطى والكاريبي

كراكاس (رويترز) - استطاع رئيس فنزويلا الاشتراكي هوجو تشافيز أن يكسب في صفه عددا من أوثق حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الكاريبي وامريكا الوسطى بفضل قروض نفطية ومساعدات تضاهي الجهود التي تبذلها واشنطن.

قدم تشافيز مساعدات غذائية بملايين الدولارات وقروضا منخفضة الفائدة بالمليارات لشراء النفط الفنزويلي مما وضعه على قدم المساواة مع الولايات المتحدة كممول كبير في منطقة وصفها مسؤولون أمريكيون ذات يوم بأنها فناؤهم الخلفي.

وأصبح تشافيز الذي اختلف مع البيت الابيض على كل شيء من التجارة الحرة الى مكافحة المخدرات الان من كبار المانحين حتى بالنسبة لحلفاء واشنطن الذين يرحبون بما يقدمه من مساعدات لموازنة فواتير واردات الطاقة والغذاء المتزايدة.

وفي ظل توقعات بأن تظل أسعار النفط مرتفعة يقول محللون ان نفوذ تشافيز سينمو في منطقة كانت يوما ميدانا للقتال ابان الحرب الباردة وما زالت تعاني من فقر شديد.

ويقول انتوني برايان كبير الباحثين في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية والدولية وهي مؤسسة بحثية في واشنطن "العلاقة الاقتصادية مع فنزويلا تبدو الان محورية لاستقرار المنطقة على المدى القصير والمتوسط."

ويعتمد الكثير من دول الكاريبي وامريكا الوسطى على الولايات المتحدة في معظم تجارتها بما في ذلك واردات الغذاء كما تستخدم زيت الوقود الباهظ الثمن في توليد الكهرباء.

وأنشأ تشافيز هذا العام صندوقا بقيمة 450 مليون دولار لمواجهة أسعار الغذاء المرتفعة في المنطقة.

وينافس هذا المبلغ نحو 500 مليون دولار خصصتها وكالة التنمية الدولية الامريكية (يو.اس.ايد) لتلك الدول لعام 2008 وفقا لوثائق للوكالة.

وفي استعراض لنفوذه المتزايد أقنع تشافيز هندوراس والتي لطالما كانت حليفا للولايات المتحدة في اغسطس اب بالانضمام الى تحالف للدول اليسارية تقوده فنزويلا يسمى البديل البوليفاري للامريكتين (البا) والذي أنشيء في الاساس لمعادلة اقتراح امريكي للتجارة الحرة.

اما جواتيمالا وهي ضمن مجموعة من دول امريكا الوسطى وقعت اتفاقا للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة فتتلقى الان قروضا نفطية من فنزويلا. كما طلب رئيس كوستاريكا اوسكار ارياس وهو حليف اخر للولايات المتحدة تمويلا على الرغم من انتقاده السابق لتشافيز.

وتشير تقارير اعلامية الى أنه من خلال البديل البوليفاري للامريكتين والاتفاقات ذات الصلة تنفق فنزويلا أموالها على توسعة مطار وصهريج لتخزين الوقود في الدومنيكا ومولدات للطاقة في نيكاراجوا وتستغل جاميكا هذه الاموال في مساعدة شركة للطيران.

وقدمت فنزويلا قروضا بمليارات الدولارات لدول تشتري نفطها من خلال اتفاق يسمى بتروكاريبي يسمح لثماني عشرة دولة أعضاء بسداد قيمة ما يصل الى 70 في المئة من وارداتها بفائدة قدرها واحد في المئة.

ومنذ عام 2007 قدم اتفاق بتروكاريبي الذي يبيع النفط بسعر السوق لكن بقروض منخفضة الفائدة تمويلا قيمته 1.2 مليار دولار وهو ما يعادل القروض الميسرة التي قدمها بنك انتر امريكان للتنمية ومقره واشنطن خلال نفس الفترة.

ومنذ عام 2001 تقدم فنزويلا نفطا ووقودا لكوبا بأسعار مخفضة وتمدها الان باكثر من 90 الف برميل يوميا مما يساعد الجزيرة الشيوعية على الاستمرار في ظل عقود من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليها الولايات المتحدة والتعافي من الانهيار الاقتصادي الذي عانته في التسعينات.

ويقدر جورجي بينون خبير الطاقة بجامعة ميامي أن القروض طويلة الاجل لكوبا التي تسدد على مدار 15 عاما او اكثر لشراء النفط بتمويل من فنزويلا بلغت 2.9 مليار دولار على الاقل.

وقال رفاييل راميريز وزير النفط الفنزويلي انه لا يستطيع تأكيد أرقام التمويل لكوبا او دول اتفاق بتروكاريبي.

وتشافيز ليس أول رئيس فنزويلي يستخدم النفط لاغراض سياسية في الكاريبي وامريكا الوسطى.

ففي عام 1980 اتحدت فنزويلا والمكسيك المنتجة للنفط في اتفاق يسمى اتفاقية سان هوزيه لامداد تلك الدول بنفط منخفض التكلفة وتمويل مشاريع التنمية المحلية.

وحين ذاك وضعت كراكاس الاتفاق بشكل فيه نفاق لواشنطن واستبعدت منه كوبا ساعية لمنع نمو الحركات اليسارية في المنطقة.

ويستخدم تشافيز حاليا نفس التكتيكات لاحراز تقدم في تحقيق أهدافه السياسية لكن منتقدين في الداخل يقولون انها تضر بفنزويلا التي تشهد طفرة استهلاكية يحركها النفط لكنها تعاني مشاكل مثل تفشي الجريمة والمستشفيات المتهالكة.

ويشكك محللون في قدرة تشافيز على الوفاء بوعود مثل الاستثمار في مصفاة في نيكاراجوا ومصفاة جديدة في كوبا لكنهم يقولون ان دور فنزويلا المتنامي في المنطقة يجب أن يؤخذ بجدية.

ويقول بينون "قد يقطع تشافيز الكثير من الوعود التي لا يستطيع الوفاء بها لكن حجم الديون المتراكمة كبير جدا... سيكون لهذا عواقب خطيرة بالنسبة لدول صغيرة مثل الدومنيكان وفنزويلا نفسها."

من برايان السورث

ليست هناك تعليقات: