موسكو (رويترز) - اتهم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة حلف شمال الاطلسي باثارة الصراع مع جورجيا لكنه قال ان التوترات مع الغرب لا تعني ان روسيا تنوي عزل نفسها وراء ستار حديدي جديد.
وكان ميدفيديف يتحدث بعد يوم واحد من شن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس هجوما لاذعا على روسيا بقولها انها سلكت منعطفا "مظلما" وحثت الغرب على الوقوف في وجه ما وصفته بانه تكتيكات الترهيب.
وقال ميدفيديف امام حشد من جماعات المجتمع المدني في الكرملين "نحن في الواقع يجري دفعنا على درب لا يقوم على اساس شراكة كاملة متحضرة مع الدول الاخرى ولكن على اساس تنمية ذاتية خلف جدران سميكة وستار حديدي."
وتابع "ذلك ليس دربنا. بالنسبة لنا لا منطق في العودة الى الماضي. لقد اخترنا."
وقال ان دور حلف شمال الاطلسي في الصراع مع جورجيا اظهر انه غير قادر على توفير الامن في اوروبا مما يؤكد على الحاجة الى الية جديدة للامن.
وقال "يفهم ذلك حتى اولئك الذين خلال محادثات خاصة معي قالوا .. حلف شمال الاطلسي سيتولى كل شئ.. ما الذي يؤمنه حلف شمال الاطلسي .. ما الذي يضمنه حلف شمال الاطلسي.. حلف شمال الاطلسي لم يفعل اكثر من استفزاز الصراع."
وردا على تصريحات ميدفيديف قال جيمس اباتهواري المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي لرويترز "ليس هناك شئ استفزازي في الشراكة وليس هناك شئ استفزازي في تشجيع الاصلاحات الديمقراطية والاصلاحات الاقتصادية ودعم طموحات بلد للاقتراب بدرجة اكبر من المجتمع الاوروبي الاطلسي."
وشنت روسيا هجوما مضادا بريا وبحريا وجويا بعد ان حاولت القوات الجورجية استعادة السيطرة على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا. وادانت الدول الغربية التحركات الروسية بوصفها غير متناسبة.
ويقول مسؤولون روس ان موافقة حلف شمال الاطلسي على قبول جورجيا كعضو فيه شجع جورجيا على مهاجمة اوستيا الجنوبية. ويقول الكرملين ان الدول الغربية لعبت ايضا دورا بتسليح الجيش الجورجي.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الذي كان يتحدث في بريطانيا يوم الجمعة ان ما قامت به روسيا في جورجيا سيكلف موسكو على المدى البعيد اكثر بكثير مما حققته من مكاسب على المدى القريب.
واضاف ان اوروبا وواشنطن ستتخذان قرارات خلال الاشهر المقبلة يمكن ان تؤثر على محاولات روسيا الانضمام الى منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقال ان "السلوك الذي قامت به روسيا في الاونة الاخيرة يثير تساؤلات بشأن مدى النجاح الذي يمكننا تحقيقه في محاولة انتهاج شراكة بناءة."
واتهمت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة رايس بتشويه الاحداث التي ادت الى الحرب.
وقال بيان للخارجية الروسية "نحن في روسيا لن ننخرط كثيرا في حروب كلامية او يتم جرنا الى مواجهة سواء كانت كلامية او اي شيئ اخر. نتطلع الى المستقبل ونتوقع ان يفعل الجانب الامريكي الشئ نفسه."
ويبدو ان تعهد ميدفيديف بان روسيا لن تتراجع الى عصر الشمولية يهدف في جزء منه الى اعادة بناء الثقة التي اهتزت في الاسواق المالية.
ومنيت الاسهم الروسية في الاسبوع الماضي باسوأ خسائر في عقد رغم انتعاشها القوي يوم الجمعة بعد ان وفرت الدولة 130 مليار دولار في اطار برنامج دعم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق