الجمعة، 12 سبتمبر 2008

تعثر تحقيق وكالة الطاقة وإيران توسع طاقة التخصيب

فيينا (رويترز) - يقول دبلوماسيون انه يبدو أن تحقيقا تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ما إذا كانت إيران تسعى لإنتاج قنبلة ذرية قد تعثر في حين تمضي إيران قدما ببطء ولكن بثقة في برنامج حساس لتخصيب اليورانيوم.

ويتوقعون أن يظهر ذلك في تقرير الوكالة المنتظر يوم الاثنين المقبل في وقت تخف حدة الضغوط على إيران إذ يواجه الغرب روسيا بشأن جورجيا وتستعد الإدارة الأمريكية للرحيل.

وفي مايو أيار قالت الوكالة ان ايران تخفي فيما يبدو معلومات مطلوبة لتفسير مزاعم اجهزة مخابرات عن انها تعمل على مشروعات لمعالجة اليورانيوم واختبار مواد شديدة الانفجار وتعديل الجزء المخروطي في مقدمة صاروخ بشكل يلائم حمل رؤوس نووية.

في ذلك الوقت دعا محمد البرادعي مدير الوكالة ايران الى "الكشف الكامل" الذي يتجاوز مجرد النفي دون توفير حرية دخول للمواقع والاطلاع على المستندات او اجراء لقاءات مع مسؤولين معنيين لدعم مواقفها.

وقال دبلوماسيون على صلة بالوكالة طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لانه غير مصرح لهم بالحديث عن أمور سرية ان محادثات متابعة اجريت في فيينا وطهران خلال فصل الصيف ولكن يبدو انها لم تصل الى شيء.

وقال دبلوماسي أوروبي محذرا مثل غيره من ان الصورة كاملة لن تتضح الا من خلال تقرير البرادعي المنتظر "المعروف انه لم يتم احراز تقدم في ما يتعلق بتوضيح ما اذا كانت هناك ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج."

وقال دبلوماسيان ان ايران رفضت منح الوكالة حرية دخول في أغسطس اب لورش عمل ربما تكون على صلة باعادة تصميم المقدمة المخروطية للصواريخ.

وقال دبلوماسي اخر "ابلغنا ان التقرير سيكون سلبيا." وقال اخرون ان ايران خفضت تعاونها الى الحد الادنى بموجب اتفاقها مع الوكالة.

ويعني ذلك السماح بعمليات تفتيش دورية محدودة للمواقع النووية المعلنة والعاملة وعدم السماح بحرية دخول تقول ايران انها قد تهدد امنها ولا تشمل سوى منشات عسكرية تقليدية خارج نطاق اختصاص الوكالة.

وقال دبلوماسي بارز خبير في التعاملات بين ايران والوكالة "انهم لا يريدون زيارات لمواقع دفاعية وطنية."

وقال ان ايران تخشى ان يستخدم اعداؤها -الولايات المتحدة واسرائيل- مثل هذه الزيارات "للحصول على احداثيات لهجمات مستقبلية وتحديد اشخاص مهمين لاستهدافهم."

وأضاف "انها ليست مجرد حكايات عن اساليب ايران في التعطيل. هناك مأزق. فصدق المزاعم عن دراسات (لانتاج قنبلة) لا يمكن اثباته بشكل قاطع."

ورفضت ايران المزاعم الامريكية في الاساس عن ابحاث "التسلح" قائلة انها ملفقة ولا أساس لها من الصحة.

وقد تسعى القوى الغربية لاستصدار قرار في اجتماع مجلس المحافظين بالوكالة في الفترة من 22 الى 26 سبتمبر أيلول الجاري يطالب ايران بالالتزام وذلك بحسب ما سيرد في التقرير لكن مثل هذه الضغوط ستكون رمزية بدرجة كبيرة.

ويقول الدبلوماسيون انه مع تعثر المحادثات بين ايران والاتحاد الاوروبي بشأن تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل حوافز تجارية بسبب شروط مسبقة فان تقرير الوكالة من المرجح ان يظهر ان ايران وسعت بالتدريج طاقتها على التخصيب.

واتفقوا مع ما اعلنته ايران عن ان هناك نحو اربعة الاف جهاز للطرد المركزي تعمل حاليا ارتفاعا من نحو 3300 في مايو ايار.

وقال دبلوماسي غربي "اربعة الاف عدد كاف تماما لانتاج يورانيوم عالي التخصيب لتصنيع عدد صغير من الاسلحة او توفير الخبرة الفنية والغطاء التشغيلي لطاقة سرية" اذا عملت كلها دون توقف.

لكن دبلوماسي اخر قال ان اجهزة الطرد المركزي في ايران "لا تعمل كلها في وقت واحد بل على دفعات وانها مازالت تدور بسرعة منخفضة أي بطاقة 20 بالمئة كحد أقصى."

وقال ان ايران مازالت تبدو قلقة من الاضرار التي قد تحدث لاجهزة الطرد المركزي الضعيفة المصممة في السبعينات اذا تم تشغيلها كلها في وقت واحد بسرعة تفوق سرعة الصوت.

وقال الدبلوماسيون ان ايران اختبرت أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر مرتين أو ثلاث مرات في منشأة تجريبية لكن لا يبدو انها طرحت ايا منها في منشأة نطنز.

وتقول ايران انها تخصب اليوروانيوم فقط لتشغيل مولدات كهرباء بالطاقة النووية حتى تتمكن من توفير المزيد من ثرواتها من النفط والغاز للتصدير.

لكن الجمهورية الاسلامية أخفت أعمال التخصيب حتى كشفتها جماعة ايرانية معارضة في المنفى عام 2002 . ولم تتمكن عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة منذ ذلك الحين من التحقق من أن الانشطة سلمية تماما بسبب القيود على حرية الدخول والافتقار للشفافية من جانب ايران.

من مارك هاينريك

ليست هناك تعليقات: