الجمعة، 5 سبتمبر 2008

الهجوم الأمريكي قد يكون إيذانا بهجمات اخرى في باكستان

واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون امريكيون يوم الخميس ان رجال كوماندوس امريكيين دخلوا باكستان هذا الاسبوع لمهاجمة هدف للقاعدة بالقرب من الحدود الافغانية في عملية قد تكون ايذانا بجهود امريكية مكثفة لاحباط هجمات يقوم بها متشددون في أفغانستان.

جاءت هذه الغارة في اعقاب مشاعر متزايدة بخيبة الأمل بين المسؤولين الامريكيين الذين يقولون ان باكستان لم تفعل ما يكفي لقتال المتشددين بالرغم من الزيادة التي طرأت في الاونة الاخيرة في عمليات الجيش الباكستاني وادت الى اعمال انتقامية عنيفة.

ولم تعترف حكومة الرئيس الامريكي جورج بوش رسميا بأي دور في الهجوم الذي وقع يوم الاربعاء على قرية انجور ادا في جنوب وزيرستان وقتل فيه 20 شخصا بينهم نساء واطفال حسبما ذكر مسؤولون باكستانيون.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاجون) طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان الهجوم الذي شنته قوات خاصة استهدف اشخاصا يشتبه في انهم ينتمون للقاعدة وكان يرمي الى زعزعة الملاذات الآمنة للمتشددين التي تشكل خطرا متزايدا على القوات الامريكية والافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي على الجانب الاخر من الحدود.

وقال المسؤولون الامريكيون ان الانشطة في الملاذات الآمنة مثل التجنيد والتدريب اصبحت أكثر جرأة خلال الاثنى عشر شهر الماضية وان الفوضى السياسية في باكستان ادت الى تقلص الضغط على المتشددين من جانب الجيش الباكستاني.

وقال مسؤول عسكري "السؤال الذي يحتاج الى مناقشة هو.. هل ينبغي ان تسمحوا لهذا بان يمضي دون ان يعترضه شيء.."

ويقول مسؤولون عسكريون واستخباراتيون امريكيون ان الملاذات الآمنة التي يعتقد انه يوجد فيها زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي لايزال طليقا بعد سبع سنوات من هجمات 11 من سبتمبر ايلول تشكل أيضا خطرا أمنيا متزايدا على الولايات المتحدة واوروبا.

وقوبل هجوم الكوماندوس بردود فعل غاضبة من الحكومة الباكستانية التي تعارض اي عملية تقوم بها قوات امريكية على اراضيها. وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي انه انتهاك مخز لكل قواعد الاشتباك المتفق عليها.

وفي حادث منفصل وقع يوم الخميس قال مسؤولون امنيون باكستانيون وشهود عيان ان اربعة متشددين اسلاميين قتلوا واصيب خمسة في هجوم صاروخي يشتبه بأن طائرة امريكية بدون طيار شنته في منطقة شمال وزيرستان القريبة.

ولم يشأ المسؤولون الامريكيون ان يعقبوا على غارة الكوماندوس او الضربة الصاروخية التي وقعت بينما تستعد باكستان لانتخاب رئيس جديد يوم السبت ولكن البنتاجون قال ان الولايات المتحدة سوف تطارد اعداءها.

وقال بريان وايتمان المتحدث باسم البنتاجون "سنطارد الارهابيين اينما ينشطون ويخططون عملياتهم ويحاولون الحصول على ملاذ آمن."

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها الاخرين بقلق متزايد بشأن استقرار باكستان حيث تواجه حكومتها المدنية الجديدة تحديات سياسية واقتصادية. ويوم الاربعاء ادعت طالبان الباكستانية المسؤولية عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني.

وبينما يستعد الرئيس جورج بوش لترك منصبه خلال اربعة شهور فإن كلا من خليفتيه المحتملين الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك اوباما اكد على ضرورة ان تركز باكستان على الامن.

وقال توماس فنجار نائب مدير المخابرات القومية الامريكية ان باكستان لديها قدرات محدودة لمكافحة المتشددين وحدها وان الحساسيات السياسية تحد من استعدادها للتحرك.

وقال فنجار للصحفيين في مؤتمر في ارولاندو "باكستان غير مستقرة ... انها حكومة ائتلافية ضعيفة والعمليات العسكرية داخل باكستان مرفوضة من الشعب. ومن الواضح أن حساسية هذا الامر تؤثر في استعداد الباكستانيين للتحرك وقدرتهم على التحرك بانفسهم وفيما هم مستعدون لفعله او غير مستعدين لتمكين الحكومة الائتلافية من المضي قدما."

ووصف هجوم الاربعاء علنا بانه اول توغل معروف تقوم به القوات الامريكية داخل اراضي باكستان منذ غزو افغانستان في عام 2001 لكن مسؤولين في البنتاجون قالوا ان وجود قوات امريكية في باكستان يمثل العودة الى اساليب استخدمها الجيش الامريكي بعد غزو افغانستان مباشرة.

ويقول بعض المحللين ان عمليات الجيش الامريكي في باكستان قد تقوض مصداقية الحكومة الباكستانية في المناطق القبلية وتساعد المتشددين دون قصد على زعزعة استقرار الدولة المسلحة نوويا.

وقال ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية "المخاطرة بزعزعة استقرار باكستان لمحاولة تفادي الفشل عبر الحدود داخل افغانستان ستكون خطأ فادحا."

وقال "اذا ظننت ان الخطر الاول على مصالح الولايات المتحدة في الوقت الراهن هو امتلاك القاعدة لاسلحة نووية فان اقرب سيناريو لحدوث ذلك هو انهيار من نوع ما للحكومة الباكستانية في هاوية الفوضى."

من ديفيد مورجان

ليست هناك تعليقات: