السبت، 27 سبتمبر 2008

كوريا الشمالية تمارس ضغوطا نووية على أمريكا

سول (رويترز) - يقول محللون ان كوريا الشمالية تهدد باعادة تشغيل محطتها النووية المنتجة للبلوتونيوم لشعورها بأنها تستطيع تحقيق مكاسب من خلال استخدام سياسة حافة الهاوية تتجاوز المساعدات التي هي معرضة لخسارتها.

وأضافوا أن كل خطوة تتخذها كوريا الشمالية لاستعادة محطة يونجبيون تضغط على القوى الاقليمية للتوصل الى سبيل لاعادة بيونجيانج الى مائدة المفاوضات مع اعطاء تلك الدولة الفقيرة مزيدا من البطاقات لتلعب بها متى تعود.

وقال بيتر بيك المتخصص في شؤون كوريا الشمالية ويقوم بالتدريس في الجامعة الامريكية بواشنطن "سأندهش اذا كانوا يضغطون من أجل احداث انهيار تام وأزمة."

وأضاف "في المرحلة الحالية أعتقد أنها مجرد خطوة لجذب الانتباه ليجعلوا من كوريا الشمالية أولوية اكثر تقدما بالنسبة لواشنطن."

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاربعاء أن كوريا الشمالية طردت مراقبي الامم المتحدة من محطتها النووية التي ترجع الى الحقبة السوفيتية وتعتزم اعادة تشغيلها الاسبوع القادم متراجعة عن اتفاق لنزع السلاح مقابل المساعدات وبذلك تمارس ضغطا على واشنطن.

وفي نوفمبر تشرين الثاني بدأت كوريا الشمالية تفكيك محطة يونجبيون في اطار اتفاق توصلت اليه مع الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة في خطوات تهدف الى ايقاف نشاط المحطة لعام على الاقل.

وأضافوا أنه ربما تكون كوريا الشمالية تتحرك الان لانها تشعر أن ادارة بوش التي تواجه أزمة مالية في الداخل وخلافات دبلوماسية مع روسيا في موقف ضعف.

وربما يكون فريق العاملين في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يبحث عن نجاح على صعيد السياسة الخارجية مع تبقي بضعة اشهر له في الحكم راغبا في تقديم تنازلات أخيرة وان لم تفعل ستكون بيونجيانج في موقف أقوى للمساومة حين يتولى رئيس جديد الحكم في يناير كانون الثاني.

وقال بارك يونج هو من معهد كوريا للتوحيد الوطني "بوش الذي كان يأمل في تحسين سمعته عبر نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية في موقف صعب وكوريا الشمالية لن تفوت هذه الفرصة لممارسة الضغط عليه."

وبعد أن واجهت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس فيما يبدو فشلا لانجاز دبلوماسي نادر لادارة بوش قالت ان تصرفات كوريا الشمالية قضت على نزع سلاح البلاد "بكل المقاييس".

ويرى كارل بيكر مدير منتدي الباسيفيكي سي اس اي اس وهو مؤسسة بحثية في هاواي أن "من الواضح أن الامريكيين لا ينظرون للقضية على أنها لم تعد قابلة للتفاوض بعد الان. أعتقد أن هناك بعض المؤشرات من الكوريين الشماليين على أنهم يرغبون في الحديث."

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ان الزعيم كيم جونج ايل ربما يكون قد أصيب بجلطة مما أثار تساؤلات بشأن خلافته في الاسرة الشيوعية الحاكمة الوحيدة والذي يتخذ القرارات بشأن خططها النووية.

وقال بيك "لا أعتقد أنهم يريدون أزمة كاملة النطاق لان عليهم العمل داخليا على التعامل مع قضية الخلافة."

ويشير محللون الى أن أحد الامور التي تتكتمها كوريا الشمالية وربما تكون تأمل في الفوز بها من ادارة بوش هي نظام مرن للتحقق يبعد المفتشين عن التفتيش في أماكن لا تريد بيونجيانج أن يتواجدوا فيها.

وصرح ليو جيانشاو المتحدث باسم وزارة خارجية الصين اكبر رعاة كوريا الشمالية للصحفيين يوم الخميس "نأمل أن تستطيع جميع الاطراف اظهار المرونة وحل قضية التحقق والقضايا الاخرى ذات الصلة في أسرع وقت ممكن."

وفي الشهر الماضي أعلنت كوريا الشمالية أنها تعتزم اعادة تشغيل محطة يونجبيون لانها غاضبة من واشنطن لعدم حذفها من على قائمتها السوداء للدول الراعية للارهاب. وتقول واشنطن انها ستحذف بيونجيانج متى تسمح للمفتشين بالتحقق من مزاعمها بشأن حصرها لمنشاتها النووية.

وربما تكون كوريا الشمالية التي قالت فيما بعد انها لا تعبأ بحذفها من على قائمة الدول الراعية للارهاب ما زالت تحاول الخروج منها لانها حينذاك تستطيع زيادة حجم تجارتها الضئيل والاستفادة من التمويل الدولي بشكل أفضل.

غير أن بيونجيانج التي هي في امس الحاجة للطاقة معرضة لفقدان المتبقي من مليون طن من الوقود النفطي او مساعدات بنفس القيمة كانت في الطريق اليها على أجزاء مقابل التقدم الذي كانت قد أحرزته فيما سبق في صفقتها النووية.

لكن محللين قالوا ان الدولة اعتادت المصاعب وسينحي جهازها الدعائي باللائمة على الولايات المتحدة في عدم التزامها بالاتفاق النووي قائلا ان واشنطن تريد الاطاحة بزعماء بيونجيانج بالقوة.

وذكرت صحيفة الحزب الشيوعي بكوريا الشمالية يوم الاربعاء أن "دعوة الولايات المتحدة لتسوية سلمية للقضية النووية او المحادثات حيلة لخداع الرأي العام في الداخل والخارج والولايات المتحدة لا تسعى باستمرار الا لهجوم وقائي على كوريا الشمالية."

من جون هيرزكوفيتش

(شارك في التغطية كيم جونجهيون في سول وبين بلانشارد في بكين)

ليست هناك تعليقات: