الاثنين، 8 سبتمبر 2008

ساركوزي في روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام جديد في جورجيا

قصر ميندورف (روسيا) (رويترز) - وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى روسيا يوم الاثنين في مسعى للتوصل إلى اتفاق سلام دائم في جورجيا يقنع موسكو بسحب قواتها المتمركزة في عمق الدولة السوفيتية السابقة.

وتعرضت روسيا لانتقادات غربية حين خاضت الشهر الماضي حربا قصيرة مع جورجيا بعد ان حاولت تفليس استعادة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية بالقوة. ودفعت روسيا بدباباتها وقواتها خارج المنطقتين المتنازع عليهما في عمق أراضي جورجيا واعترفت فيما بعد باقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين.

وتصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بسبب جورجيا مجددا في مطلع الاسبوع حين ادان الكرملين وجود سفن حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي في البحر الاسود كما أعلنت فنزويلا خصم واشنطن عزمها على اجراء مناورات مشتركة مع روسيا في وقت لاحق من العام في البحر الكاريبي.

ووصل الرئيس الفرنسي إلى روسيا بعد اربعة اسابيع من توسطه في اتفاق لوقف اطلاق النار بين روسيا وجارتها الصغيرة لانهاء الحرب بينهما في أول عملية عسكرية روسية في الخارج منذ الغزو السوفيتي لافغانستان.

ويقول الغرب انه لازال يجب على روسيا أن تنفذ نصف الخطة المكونة من ستة نقاط بما في ذلك سحب قواتها إلى المواقع التي كانت تتخذها قبل الحرب القصيرة مع جورجيا.

ويقول الكرملين إن بندا في الاتفاقية يتيح له اتخاذ "اجراءات خاصة" تسمح بتمركز قوات في مناطق عازلة حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهو تفسير ترفضه تفليس ويرفضه الغرب أيضا.

ويصف الكرملين هذه القوات بأنها قوات حفظ سلام مشروعة بينما يصفها الغرب بأنها قوات احتلال.

وحذر الاتحاد الأوروبي من انه سيعلق محادثات مع روسيا بشأن اتفاق شراكة جديد اذا لم تسحب روسيا قواتها. لكن الكتلة الأوروبية التي تضم 27 دولة نفوذها على الكرملين محدود نظرا لاعتمادها على روسيا في توفير امدادات الطاقة.

وتقول روسيا انها كانت ملزمة اخلاقيا بمهاجمة جورجيا لمنع ما وصفته بالابادة الجماعية لاوسيتيا الجنوبية من قبل القوات الجورجية وتقول ايضا انها ملتزمة التزاما كاملا بوقف اطلاق النار.

ومن المتوقع ان يحث الرئيس الفرنسي نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على الالتزام بخطة سلام لجورجيا مضى عليها شهر والا فأنه يخاطر بالحاق الضرر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وتحدى ميدفيديف الغرب باعترافه بأوسيتا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين.

ويرافق ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في رحلته كل من رئيس المفوضية الأوروبية جوزية مانويل باروزو والممثل الاعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.

ومن المتوقع أن يبحث الجانبان نشر قوة حفظ سلام دولية. وقالت روسيا انها ستنسحب فور وجود قوة أمن دولية فعالة.

وظهرت في مطلع الاسبوع مؤشرات متضاربة عن مدى استعداد روسيا الاستجابة للمطالب الأوروبية.

ففي دلالة على التعاون الروسي المتزايد قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ان فريقها الذي يضم نحو 20 مراقبا تمكن من التحرك بحرية في جورجيا.

لكن جورجيا من جانبها قالت إن روسيا تعزز مواقعها في واحدة من المناطق العازلة قرب ميناء بوتي الاستراتيجي المطل على البحر الاسود ولم يتسن لرويترز ان تستوثق على الفور من صحة التقرير.

من فرانسوا ميرفي واوليج شيدروف

ليست هناك تعليقات: