الجمعة، 12 سبتمبر 2008

الضربات الأمريكية على الحدود قد لا توقف القاعدة

واشنطن (رويترز) - تبذل الولايات المتحدة جهودا جديدة لهزيمة مقاتلي القاعدة وطالبان المتمركزين في المنطقة الحدودية الوعرة غير الخاضعة للقانون بين باكستان وافغانستان لكن تلك الجهود قد لا تحقق هدفها بسبب الاستراتيجية غير المكتملة وافتقاد التأييد المحلي.

ويقول محللون إن انتخاب اصف علي زرداري الاسبوع الماضي كرئيس جديد لباكستان اثار اسئلة جديدة بشأن ما إذا كانت حكومته ستعطي حتى موافقة ضمنية للعدد المتزايد من الضربات الأمريكية ضد المتشددين.

ويمثل ابعاد مقاتلي طالبان والقاعدة من المنطقة الحدودية خطوة اساسية للاستقرار في افغانستان التي يعصف بها العنف بعد حوالي سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة كما انها خطوة مهمة ايضا بالنسبة لباكستان حيث تمثل هجمات الإسلاميين عبئا يزعج الحكومة غير المستقرة بالفعل.

وقال اندرو مكريجور خبير مكافحة الإرهاب في مركز ابحاث جيمس تاون فاونديشن "لا يوجد حل سريع لهذه المشكلة."

ويقول المحللون إن تعزيز القوات الأمريكية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان وأيضا توفير وجود قوي للشرطة في باكستان امران ضروريان لانجاز المهمة.

واعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش هذا الاسبوع خططا لارسال مزيد من القوات الأمريكية إلى افغانستان مما يعكس تحولا جزئيا عن تركيز القوة العسكرية في العراق.

وسلم الجيش الأمريكي يوم الاربعاء بأنه لا يحقق نصرا في افغانستان وقال انه سيراجع استراتيجيته لتشمل الملاذات الآمنة في باكستان.

لكن خطة بوش لتصعيد القتال في افغانستان سرعان ما اثارت انتقادات باعتبار انها غير كافية.

وقال فريدريك بارتون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية " العائق الاساسي اننا ليس لدينا ما نحتاجه لانجاز المهمة على الارض في افغانستان."

واضاف أن عدم سيطرة باكستان على الجانب الخاص بها من الحدود يزيد المشكلة سوءا.

وقتلت الولايات المتحدة العديد من كبار شخصيات القاعدة في باكستان من خلال تصعيد الهجمات بطائرات بدون طيار على مدى العام المنصرم.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين باكستانيين افادوا بوقوع 11 ضربة منذ مطلع العام الجاري بزيادة ثلاث ضربات عن عام 2007 . وازداد التوتر الاسبوع الماضي حين هاجم كوماندوس أمريكيون هدفا للقاعدة داخل باكستان بدون اخطار مسبق لإسلام آباد فيما يبدو.

وقال مسؤولون غاضبون في باكستان إن اطفالا ونساء كانوا بين القتلى في أول عملية برية معروفة للقوات الأمريكية داخل باكستان منذ غزو افغانستان في 2001 .

وقال حسن عباس الباحث بجامعة هارفارد والقائد الاقليمي السابق للشرطة الباكستانية في منطقة الحدود "مثل هذه الهجمات يمكن أن يضعف الثقة في الحكومة الجديدة."

ووصف توقيت الهجمات بأنه "مفاجيء.. لان ذلك يخلق مشاكل سياسية للرئيس الجديد."

وأدى زرداري اليمين يوم الثلاثاء لتولي منصب الرئيس خلفا لبرويز مشرف الحليف الوثيق للولايات المتحدة والذي استقال لتجنب مساءلته امام البرلمان.

ومن المعتقد أن مشرف وادارة بوش كان بينهما تفاهمات هادئة بشأن الضربات العسكرية الأمريكية لكن عباس قال ان هذه الامور تخضع الآن للمراجعة من الادارة الجديدة في إسلام آباد.

وتعهد زرداري اثناء حفل تنصيبه بالعمل مع الجيران ومنهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي كان التوتر يسود علاقته بمشرف. لكن زرداري قال إن هزيمة المتشددين تتطلب دعما شعبيا وتجنب الخسائر البشرية المدنية.

وقال مكريجور انه سواء وافق زرداري على السماح بهجمات جديدة او لم يوافق " فسوف يجد صعوبة كبيرة في اظهار اي تأثير على الوضع."

واضاف انه مما يزيد العوائق امام الحكومة احتفاظ المخابرات العسكرية الباكستانية بعلاقات مع طالبان كوسيلة لممارسة النفوذ في افغانستان.

ويقول المحللون إن ضربات الطائرات بدون طيار وغارات الكوماندوس يمكن ان يكون لها اثر محدود فقط ضد المتشددين بدون استراتيجية اوسع لحماية السكان المحليين.

من راندال ميكلسن

ليست هناك تعليقات: