الاثنين، 6 أكتوبر 2008

واشنطن تطلب من حلفائها المشاركة في تكلفة بناء جيش أفغاني

واشنطن (رويترز) - قال مسؤولو دفاع أمريكيون ان الولايات المتحدة طلبت من اليابان وأعضاء حلف شمال الأطلسي الذين رفضوا ارسال قوات الى أفغانستان دفع ما يقدر بنحو 17 مليار دولار وهو المبلغ اللازم لبناء جيش أفغاني.

وتبرز الحملة التي تهدف الى زيادة حجم الجيش الافغاني سريعا وتقسيم تكلفة هذه المبادرة المشكلات المالية والعسكرية التي تواجه الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي والكثير منها يعمل أيضا في العراق وفي أماكن أخرى.

وقال جيف موريل المسؤول الصحفي بوزارة الدفاع الامريكية "كلما سارعنا بجعل حجم وقوة (الجيش الافغاني) بالدرجة المطلوبة كلما قل اعتمادهم علينا في توفير الأمن.. والله يعلم أننا ننفق أموالا أكثر بكثير مما تنفقه قوات الأمن الوطنية الافغانية."

وأضاف موريل "سيكلف هذا الأمر على أقل تقدير 17 مليار دولار. هذا مبلغ طائل ويتعين على جهة ما أن تدفعه."

وأردف قائلا "ربما تكون هذه احدى الحالات التي يمكن فيها للدول التي لا ترغب في المساهمة بقوات وبخاصة قوات قتالية أن تشارك في المهمة من خلال المساهمة المالية في تطوير الجيش الوطني الافغاني."

وتعكس الحملة التي تشنها وزارة الدفاع الامريكية لتقسيم التكلفة ادراك المسؤولين الامريكيين أن بعض الحلفاء لن يرسلوا أي قوات على الرغم من الضغوط الشديدة التي تمارسها واشنطن.. وهو أمر تحاول أوروبا أن تبلغ به الولايات المتحدة منذ أكثر من عام.

ولكن هذا الامر يهدد أيضا بظهور انقسام في حلف شمال الاطلسي وهو ما سبق وأن حذر منه وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس.

فقد قال جيتس في فبراير شباط ان حلف الاطلسي يخاطر باحداث انقسام بين الحلفاء الذين يرغبون في "القتال والموت" ومن لا يرغبون في ذلك.

وصور موريل هذا الوضع في الاسبوع الماضي بقوله "أولئك الذين يقاتلون وأولئك الذين يحررون شيكات".

وسيجري بحث مهمة حلف شمال الاطلسي في أفغانستان في وقت لاحق هذا الاسبوع في اجتماع يعقد في بودابست. وسيكون هذا اخر اجتماع لوزراء دفاع الحلف في عهد ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ومن المتوقع أن يتحدث جيتس عن قضية تقاسم التكلفة بعد أن حث الحلفاء مرارا وعلانية على مدى عامين على المشاركة بالمزيد من الموارد في الحرب.

ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تجري فيه ادارة بوش مراجعة شاملة لاستراتيجيتها في أفغانستان حيث ظل الوضع الامني يتدهور بشكل متواصل على الرغم من مضاعفة حجم القوات الاجنبية على مدى عامين. وقال قائد القوات البريطانية في أفغانستان انه لا يمكن في واقع الامر الانتصار في الحرب على طالبان.

وللولايات المتحدة 33 ألف جندي في أفغانستان منهم نحو 22 ألفا ضمن قوة حلف شمال الاطلسي التي تتكون من 48 ألف جندي. وتساهم الولايات المتحدة بأغلب القوات حتى الآن بين دول الحلف تعقبها بريطانيا التي تساهم بنحو ثمانية الاف.

ويقول قادة انهم ما زالوا في حاجة الى ثلاثة ألوية اضافية أو ما بين 10 الاف و12 ألف جندي. وقال موريل ان الولايات المتحدة على الارجح ستكون مصدر تلك القوات.

ويعتزم الجيش الافغاني مضاعفة حجمه الى 134 ألف جندي على مدى خمس سنوات بتكلفة بين 17 و 20 مليار دولار طبقا لتقديرات مسؤولين أمريكيين.

وطلبت الولايات المتحدة بالفعل من اليابان دفع جزء من تلك التكلفة. ولكن موريل قال ان الطلب قدم الى الحكومة اليابانية السابقة التي استقال رئيس وزرائها فجأة في سبتمبر أيلول وانه ربما يتعين تقديم طلب اخر الى الحكومة الجديدة في طوكيو.

ولم يذكر الدول الاخرى التي طلب منها المشاركة في التكلفة.

من كريستين روبرتس

ليست هناك تعليقات: