الاثنين، 6 أكتوبر 2008

تركيا تضرب اهدافا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق

انقرة (رويترز) - صعد الجيش التركي حملة قصف جوي ضد من يشتبه انهم متمردون أكراد في شمال العراق يوم الاثنين بعد مقتل 15 جنديا تركيا في هجوم عبر الحدود يوم الجمعة.

ويتصاعد الغضب العام بعد الهجوم الاكثر دموية ضد الجيش في عام وتوعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وجيشه القوي بتصعيد حملة لسحق حزب العمال الكردستاني المحظور.

وتسبب الحادث في توتر العلاقات بين العراق وتركيا التي تتهم جارتها بعدم فعل ما يكفي لمحاربة متمردي الحزب المتمركزين في شمال العراق ذي الطبيعة الجبلية. وأصيب جنديان في هجوم الجمعة الذي استخدم المتمردون فيه اسلحة ثقيلة وفقد اخران.

وقالت هيئة الاركان في بيان "يواصل الجيش ملاحقة العناصر الارهابية التي شاركت في هجوم الثالث من اكتوبر" معلنة عن الهجوم الجوي الثاني من نوعه على قواعد المتمردين في شمال العراق منذ كمين حزب العمال.

وجاء في البيان "حققت طائراتنا مهمتها وعادت الى قواعدها سالمة."

واوضحت هيئة الاركان ان الغارة استهدفت مجموعة من متشددي حزب العمال الكردستاني كانت مختبئة في منطقة افاسين باسيان. ولم ترد مؤشرات فورية عما اذا كانت الغارات قد اوقعت خسائر مادية او بشرية.

وهاجمت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق مرارا خلال العام المنصرم لكنها قصرت عملياتها العسكرية على القصف المدفعي والجوي منذ التوغل البري القصير الذي قامت به في فبراير شباط.

وفي تجسيد لغضب عام اطلق المشيعون صيحات استهجان ضد اردوغان والرئيس عبد الله جول يوم الاحد خلال جنازات بعض الجنود القتلى. وتدفق الاف الاشخاص الى الشوارع في انحاء البلاد في حالة حزن وهم يلوحون بالاعلام التركية.

وقال متمردو حزب العمال الكردستاني يوم الاثنين انهم يحتجزون الجنديين التركيين المفقودين.

وقال أحمد دنيس المتحدث باسم الحزب خلال اتصال هاتفي مع مراسل رويترز في منطقة كردستان بشمال العراق "لدينا جنديان. لا استطيع ان اؤكد ما اذا كانا قتلى ام على قيد الحياة. سنعلن ذلك قريبا."

واذا ما وقع هجوم واسع النطاق ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق فسيلاقي انتقادا شديدا من حليف تركيا الرئيسي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي التي تريد تركيا الانضمام اليه.

ويساور واشنطن وبروكسل القلق من ان تزيد عملية تركية واسعة النطاق في شمال العراق من زعزعة الاستقرار في العراق والمنطقة.

ويعتقد ان عدة الاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني يتمركزون في شمال العراق حيث يشنون هجمات على اهداف عسكرية في الاساس في جنوب شرق تركيا. وسيتطلب اخراجهم من الجبال على الارجح اكثر من مجرد غارات جوية متقطعة.

وتحمل تركيا على حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية مسؤولية مقتل اكثر من 40 الفا منذ ان حمل السلاح لاقامة وطن للاكراد في جنوب شرق تركيا عام 1984 .

وقال محللون ان حزب العمال الذي اضعفته الضربات الجوية المنتظمة يوجه ضربات قبل وقت قصير من قدوم الشتاء التي تجعل ثلوجها توغلا كبيرا غير محتمل.

ومن المرجح ان يوافق البرلمان التركي هذا الاسبوع على طلب للحكومة بتمديد التفويض الممنوح للجيش للقيام بعمليات عسكرية ضد الانفصاليين الاكراد داخل اراضي العراق اذا اقتضت الضرورة ذلك. وينتهي التفويض الحالي في 17 اكتوبر تشرين الاول الحالي.

وتدرس المحكمة الدستورية التركية اذا ما كان عليها ان تحظر الحزب المجتمع الديمقراطي اكبر حزب مؤيد للاكراد في البلاد بسبب صلاته المزعومة بحزب العمال الكردستاني.

وسيعزز حظر الحزب صورة حزب العمال الكردستاني الذي يقول ان الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لنيل الحقوق السياسية والثقافية الكردية التي تنكرها الدولة التركية.

من ايبون فيليلابيتيا

ليست هناك تعليقات: