الاثنين، 6 أكتوبر 2008

الزعماء الاوروبيون يتعهدون بمحاربة الازمة المالية


باريس (رويترز) - تعهد زعماء اوروبيون بعد محادثات طارئة يوم السبت ببذل قصارى جهدهم لتفادي الازمة المالية التي انطلقت من وول ستريت وتعصف الان بالبنوك في أوروبا.

وفي الوقت الذي اعلنوا فيه ذلك قال بنك هايبو الالماني للقروض العقارية انه "يحارب من أجل البقاء" بعد تداعي برنامج انقاذ تؤيده الحكومة كما تسعى بلجيكا الى مشتر لما تبقى من بنك ومجموعة فورتيس للتأمين المتداعية بعد ان أممت الباقي الحكومة الهولندية.

وقال زعماء فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا في بيان "نلتزم بشكل مشترك بضمان قوة واستقرار نظامنا المصرفي والمالي وسنتخذ كل الاجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف."

وكان هذا البيان الذي صدر بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات تقريبا بمثابة اعلان مباديء ودعوة لتنسيق الردود الوطنية اكثر من كونه اعلانا عن اجراءات جديدة فورية لمعالجة اسوأ ازمة مالية منذ الثلاثينات.

وحث الزعماء المفوضية الاوروبية على طرح مقترحات تشريعية في المستقبل القريب بشأن تأمين الودائع المصرفية في الاتحاد الاوروبي وحثوا على اقامة مجمعات اشرافية عبر الحدود بشكل فوري لتحسين عمليات الرقابة عبر الحدود

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعا الى هذا الاجتماع الطاريء انه يتعين على الحكومات التحرك بأسلوب منسق.

واضاف في مؤتمر صحفي وقد وقف الى جانبه الزعماء الاخرون "اتخذنا تعهدات رسمية كرؤساء دول وحكومات لدعم البنوك والمؤسسات المالية في مواجهة هذه الازمة."

واشار بيان الزعماء صراحة الى حقيقة ان قواعد الاتحاد الاوروبي التي تفرض حدودا على العجز في ميزانيات الدول تسمح ايضا بأن يؤخذ في الاعتبارات الظروف الاستثنائية في طلباتها وان هذه الظروف موجودة الان.

ويعد هذا اعترافا من الناحية النظرية بأن اي حكومة تواجه عجزا اكبر بسبب الاموال التي ضخت في عمليات انقاذ البنوك او ربما بسبب التراجع الاقتصادي نفسه بوسعها ان تطلب استثناء من حدود العجز التي حددها الاتحاد الاوروبي.

وقالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الحريصة على ألا تصبح ممولا مصرفيا في وقت تسعى الحكومات للتوصل الى استجابة مشتركة على أسوأ أزمة منذ الثلاثينات ان المسؤولين عن المشكلة يجب أن يساهموا في حلها.

ودعا ساركوزي رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وايطاليا الى الاجتماع الذي يأمل أن يرد الثقة الى القطاع المصرفي والى اقتصاد على حافة الركود في معظم أنحاء العالم المتقدم.

وفي واشنطن قال متحدث باسم البيت الابيض "نرحب بالمناقشات الاوروبية ونقدر الاهتمام المتواصل بالوضع المؤثر على النظام المالي العالمي."

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه لن يسمح بافلاس بنك قوي لعدم وجود سيولة.

واضاف"سنواصل فعل اي شيء ضروري."

ويأتي انعقاد القمة اثر موافقة الكونجرس الامريكي يوم الجمعة على خطة انقاذ مصرفي قيمتها 700 مليار دولار لمعالجة أزمة أثارها انهيار سوق الاسكان وتزايد القروض العقارية المتعثرة.

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في خطاب اذاعي "ادارتي ستتحرك بأسرع ما يمكن لكن فوائد هذه الحزمة لن تكون ملموسة على الفور."

وتهدف خطة الانقاذ البالغة قيمتها 700 مليار دولار التي وافق عليها الكونجرس الامريكي الى شراء الاصول التي فسدت عندما انهارت سوق الاسكان وسوق الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي اجتمع فيه الزعماء الاوروبيون سارعت بلجيكا ولوكسمبورج الى ايجاد مشتر لما تبقى من فورتيس.

وقال جينوت كريكي وزير اقتصاد لوكسمبورج ان بنك بي. ان.بي باريبا الفرنسي احد اصحاب العروض المحتملين ويتعين ايجاد حل بحلول نهاية الاسبوع .

وجاء هذا عقب تأميم الحكومة الهولندية الاجزاء الاخرى للمجموعة في صفقة قيمتها 16.8 مليار يورو (23.3 مليار دولار) يوم الجمعة بعد اقل من اسبوع من محاولة انقاذ اولى ضخت فيها الحكومات الثلاث 11.2 مليار يورو/15.4 مليار دولار/.

وفي المانيا قال بنك هايبو ان المصارف وشركات التأمين الالمانية انسحبت من برنامج انقاذ قيمته 35 مليار يورو/48.5 مليار دولار/.

وفي ايطاليا دعا يوني كريدت وهو ثاني اكبر بنوك ايطاليا من حيث القيمة السوقية الى اجتماع غير عادي لمجلس ادارته يوم الاحد وذلك حسبما ذكر مصدر قريب من البنك والذي قال انه يدرس سبل تعزيز رأس ماله.

وسلط الزعماء الاوروبيون الضوء على عدة قضايا يتعين معالجتها على مستوى اوسع بما في ذلك اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي يومي الاثنين والثلاثاء وعقد اجتماع لزعماء مجموعة الثماني بأسرع ما يمكن.

ومن بين هذه القضايا دعوة لمزيد من القيود على رواتب المسؤولين التنفيذين بالاضافة الى الحاجة لمراجعة وتعزيز حماية الودائع المصرفية.

وأثارت أيرلندا انزعاج البعض عندما وعدت بضمان كل الودائع المصرفية في خطوة دفعت بعض المودعين في بريطانيا الى نقل المدخرات لفروع بنوك أيرلندية.

من انا ويلارد وبريان لاف

ليست هناك تعليقات: