الأحد، 12 أكتوبر 2008

موجة تهديدات ضد مسيحيين بالموصل والمالكي يأمر بإجراءات لحمايتهم

غداد (رويترز) - اتهم رجال دين ونواب في البرلمان العراقي متشددين وجماعات مسلحة في مدينة الموصل الشمالية بتهديد عائلات مسيحية تقطن المدينة وقتل عدد منهم.

ودفع ذلك المئات من افراد هذه العائلات الى هجرة المدينة مما اضطر رئيس الحكومة العراقية الى اصدار اوامره لقوات الامن باتخاذ اجراءات فورية لحماية الافراد واعادتهم الى منازلهم.

وقال رجل دين مسيحي ان عدد المسيحيين الذين قتلوا خلال اسبوع بسبب هذه التهديدات قارب اربعة عشر شخصا.

وكان عضو مجلس النواب العراقي يونادم كنا وهو مسيحي اعلن يوم السبت في تصريحات لقناة تلفزيون الشرقية الفضائية ان متشددين فجروا ثلاثة منازل خالية خاصة بعائلات مسيحية كانت قد هجرت المدينة خلال الاسبوع الجاري خوفا على حياتهم بعد تسلمهم تهديدات من متشددين وجماعات مسلحة تطالبهم بترك المدينة.

وقال كنا ان مايقرب من 800 اسرة مسيحية هربت من مدينة الموصل الى اطرافها في اليومين الماضيين من جراء هذه التهديدات.

تقع محافظة نينوى وعاصمتها الموصل على مسافة 390 كيلومترا الى الشمال من بغداد وتعتبر احدى اكبر واهم المحافظات العراقية. وتقطن المحافظة مئات من العائلات المسيحية منذ مئات السنين. واحتضنت المحافظة الحضارة الاشورية التي تعتبر احدى اهم وابرز الحضارات التي نشأت في بلاد مابين النهرين.

وقال معاون بطريرك الكلدان المطران شليمون وردوني لرويترز "لا استطيع ان اعطي رقما محددا لعدد العائلات التي هجرت الموصل الاسبوع الجاري بسبب هذه التهديدات... لكن العدد كبير جدا."

واضاف "ان ثلاثة عشر او اربعة عشر شخصا من المسيحيين قتلوا في الموصل خلال اسبوع بسبب هذه التهديدات احدهم كان معوقا."

واستنكر المطران وردوني ما يجري في المحافظة وحمل الحكومة مسؤولية مايجري وقال "نستنكر بكل قوانا ما يجري.. انها حالة يرثى لها وهي مؤلمة جدا وان دلت على شيء فانها تدل على ان هناك خللا في الامور الامنية."

واضاف "اننا حقيقة لم نر تحركا قويا من جانب الحكومة ولهذا رفعنا صوتنا عاليا ان على الحكومة ان تحمي ابناءها."

وقال اللواء عبد الكريم خلف قائد مركز العمليات في وزارة الداخلية والناطق الرسمي لها لرويترز ان "الاوامر صدرت منذ البارحة (السبت) بحركة قوات امنية اضافية لمدينة الموصل لحماية المناطق المسيحية ودور العبادة والكنائس وان هذه القوات اكملت انتشارها اليوم (الاحد)."

واضاف "تم تشكيل خلية ازمة برئاسة مدير الشرطة في الموصل للبحث عن الاشخاص الذين قاموا بهذه الاعمال."

وكشف خلف عن قيام قوات الامن في الموصل باعتقال اربعة عشر شخصا قال انهم من المشتبه بهم وانهم الآن رهن التحقيق.

وتعرض العديد من الكنائس في بغداد والموصل قبل اكثر من عام لموجة من التفجيرات كما تعرض بعض رجال الدين المسيحي للخطف والقتل.

وفي الاسبوعين الماضيين نزل مئات من المسيحيين الى شوارع بغداد والموصل للاحتجاج على قانون الانتخابات المحلية الذي شرعه البرلمان العراقي قبل اسابيع والذي حرمهم من تخصيص نسبة صغيرة من المقاعد لهم في نينوى وبغداد ومحافظات اخرى.

وطالبت الحكومة البرلمان العراقي ان يعيد النظر في قانونه بما يسمح لهذه الفئة بالحصول على مقاعد في الانتخابات المقبلة. ويجري البرلمان العراقي حاليا محادثات من اجل تمرير ملحق قانون يتلاءم والطلبات التي اعلنها المسيحيون.

ليست هناك تعليقات: