الجمعة، 10 أكتوبر 2008

العراقيون يشيعون جثمان نائب صدري ومقتدى الصدر يلوم أمريكا

النجف (العراق) (رويترز) - ألقى رجل الدين الشيعي العراقي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر يوم الجمعة اللوم على الولايات المتحدة في اغتيال نائب عن الكتلة الصدرية يوم الخميس في انفجار قنبلة.

وهتف رجال بحي الصدر في بغداد ورددوا شعارات بينما حملوا نعش النائب صالح العكيلي الملفوف بالعلم العراقي وساروا بجانبه قبل أن ينقل الى مقبرة في مدينة النجف الجنوبية المقدسة لدى الشيعة.

وقال الصدر في بيان خطي بينما احتشد المئات لدفن النائب الصدري صالح العكيلي "لقد أعطى الشهيد جل وقته من أجل إخراج المحتل وعدم توقيع اتفاقيات معه فلذا امتدت يد الاحتلال البغيض والارهاب المقيت لتغتال شهيدا اخر من شهداء الحرية."

وهتف المشيعون في النجف بعد صلاة الجمعة قائلين "الله أكبر" و"أمريكا عدو الله".

وقتل العكيلي يوم الخميس في انفجار قنبلة استهدفت سيارته بمنطقة الحبيبية بشرق بغداد. ولم يتضح من المسؤول عن الهجوم الذي القى الصدر باللائمة فيه على الولايات المتحدة. ويعارض الصدر بقوة الوجود الامريكي في العراق.

ووصف السفير الامريكي في العراق ريان كروكر والقائد العام للقوات الامريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو مقتل العكيلي بأنه "هجوم على المؤسسات الديمقراطية في العراق" وأنه "جريمة شنيعة".

واشتبك مسلحون مع قوات أمريكية وعراقية الليلة الماضية في حي الصدر ببغداد معقل مقتدى الصدر. وأفاد الجيش الامريكي بسقوط ضحية واحدة من الجانب الامريكي لكنه لم يوضح هل قتل الجندي أم جرح.

وقال نائب آخر عن الكتلة الصدرية التي يمثلها 30 نائبا في البرلمان العراقي المكون من 275 مقعدا انه من الممكن الربط بين انفجار الخميس وانتخابات المحافظات العراقية المقررة في يناير كانون الثاني.

ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات صراعا على السلطة بين الفصائل الشيعية المتنافسة في جنوب العراق الغني بالنفط.

وقال أستاذ للعلوم السياسية في جامعة بغداد رفض نشر اسمه لاعتبارات أمنية "ان ما حدث للنائب العكيلي قد يكون لاحد سببين اما انه ناتج عن صراع داخلي بين المعتدلين في التيار الصدري والمتطرفين فيه وهذه الصراعات انعكست يوم الخميس في عملية اغتيال العكيلي.

"او انه صراع بين القوى السياسية الشيعية نفسها.. اي بعبارة اخرى ان حلفاء الامس اصبحوا خصوم اليوم في وقت لم يعد يفصلنا عن الانتخابات الا فترة قصيرة والهدف هو السيطرة على الشارع الشيعي."

وقال الميجر جنرال مايكل أوتس وهو قائد للقوات الامريكية في جنوب العراق يوم الخميس ان القوات الامريكية تخشى من حدوث موجة من الاغتيالات قبل الانتخابات.

وتراجع العنف في العراق الى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات خلال الشهور الاخيرة لكن التفجيرات وحوادث اطلاق النار لاتزال تقع بشكل يومي تقريبا خاصة في شمال العراق.

وقتل أربعة أشخاص وأصيب 15 على الاقل في انفجار قنبلتين وسط مدينة الموصل بشمال العراق يوم الجمعة. ويقول الجيش الامريكي ان متشددين اسلاميين تابعين لتنظيم القاعدة اختاروا هذه المدينة للصمود فيها بعدما أجبروا على الخروج من معاقلهم في أماكن أخرى بالعراق.

وقالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت أيضا في جنوب بغداد وقتلت 12 شخصا وأصابت 22 آخرين يوم الجمعة.

ودخل مفاوضون أمريكيون وعراقيون المراحل الاخيرة من التفاوض على اتفاق أمني يحكم وجود القوات الامريكية في العراق بعد انتهاء تفويض الامم المتحدة العام الحالي.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في النجف بعد لقائه المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني ان طلب واشنطن حصانة قواتها من القانون العراقي لايزال قضية يتعين تسويتها.

وعلى الرغم من أن السيستاني لا يعلق على أمور السياسة الا أن التصريحات التي أدلى بها المالكي بعد لقائه مهمة لان مباركة السيستاني الضمنية للاتفاق ستكون ضرورية على الارجح لكسب الدعم السياسي له.

وشن جيش المهدي الجناح العسكري للصدر انتفاضات عديدة على القوات الامريكية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وحارب فصائل شيعية منافسة له لكن الصدر قرر في أغسطس اب مد وقف اطلاق النار لاجل غير مسمى.

ليست هناك تعليقات: