الخميس، 23 أكتوبر 2008

الأزمة المالية تلقي بظلالها على معيشة الشعب الأميركي






مزارعو أميركا يخشون تدني أسعر محاصيلهم (الفرنسية-أرشيف)

بدأ المواطن الأميركي العادي يشعر بوخز الأزمة المالية الطاحنة في غذائه ودوائه, حتى أن صحيفة معروفة برصانتها ذكرت أن أفراد الشعب باتوا يتحايلون على غلاء الأسعار بإرجاء شراء الأدوية من أجل الحصول على الضروريات مثل السلع والمساكن.

ولا يقتصر الوضع على ما يبدو على الأدوية. فقد أشارت صحيفة أخرى إلى أن بعض المزارعين في الأرياف اضطروا إلى إرجاء شراء الآليات الزراعية فيما تراجعت أسعار أسهم الشركات الزراعية.

ففي تحقيق صحفي نشرته اليوم, أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن المستهلكين الأميركيين يحاولون تدبر أمور معيشتهم ولو على حساب الأدوية التي ينصحهم الأطباء بشرائها وذلك للمرة الأولى خلال عشر سنوات على الأقل.

ونقلت عن د. جيمس كينغ –رئيس الأكاديمية الأميركية لأطباء العائلة- قوله إن على الناس الاختيار بين الحصول على الغاز أو الوجبات أو العلاج.

وقال إن بعض المرضى الذين فحصهم اليوم ذكروا له أنهم توقفوا عن تناول دواء "ليبيتور" الذي وصف لهم لتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم لأنهم غير قادرين على شرائه, مشيرا إلى أن هناك آخرين كفوا عن تعاطي دواء هشاشة العظام.

وقد أعلنت شركة فايزر المنتجة لدواء "ليبيتور" أمس الثلاثاء أن مبيعاتها في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 13% خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مناطق الغرب الأوسط الأميركي تواجه تدنيا في أسعار المحاصيل وجموحا في تكاليف الإنتاج.

فقد هبطت أسعار المحاصيل من 7.54 دولارات للمكيال الواحد من الحبوب في يوليو/تموز الماضي في وسط ولاية أيوا إلى 3.81 دولارات للمكيال الثلاثاء الماضي, فيما يقول المزارعون إنهم سمعوا من الموردين أن أسعار الأسمدة والبذور قد ترتفع بنسبة 40% لكل منها في فصل الربيع القادم.

"
بعض المزارعين الأميركيين أرجؤوا شراء الآليات الزراعية ويفكرون في زراعة مساحات أقل بمحاصيل عالية التكلفة مثل القمح
"
ومضت الصحيفة إلى القول إن بعض المزارعين أرجؤوا شراء الآليات الزراعية ويفكرون في زراعة مساحات أقل بمحاصيل عالية التكلفة مثل القمح.

ويبدي أغلب مزارعي الغرب الأوسط قلقهم من أن انخفاض أسعار المحاصيل مع ارتفاع تكاليف الإنتاج ينذر بانتهاء أكثر الحقب نضارة في تاريخ الزراعة الأميركية.

من ناحية أخرى, توقعت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور أن يمنح الكونغرس الاقتصاد الأميركي وميض أمل حيث إنه يدرس حزمة جديدة من المحفزات في وقت يزداد فيه المشهد الاقتصادي حلكة يوما بعد يوم.

وقال جون سبرات –النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ورئيس لجنة الموازنة بالكونغرس- إن ثمة زخما يتشكل, مشيرا إلى أنهم يدركون أن عليهم فعل شيء.

ليست هناك تعليقات: