الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

مسؤول: المسؤولون عن القرصنة في الصومال سيفلتون من العقاب

نيروبي (رويترز) -قال مسؤول بحري اقليمي إن الدوريات البحرية الدولية الجديدة قد تنجح في ردع القرصنة قبالة سواحل الصومال لكن مسؤولين كبارا عن أعمال القرصنة لن يتأثروا لانهم يقيمون في مدن حول العالم يتمتعون بثمار عمليات متعددة لخطف السفن العام الحالي.

وقال أندرو موانجورا عضو برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا الذي يراقب القرصنة "لا يوجد بالفعل حل عسكري. ان الفتيان على متن الزوارق ليسوا سوى جنود مشاة."

وأضاف "أما القادة والجنرالات الممولون والمنظمون لكل هذا فهم في دبي ونيروبي ومومباسا بل وفي كندا ولندن أيضا يجلسون في الفنادق ويجرون اتصالات عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم ويجنون اموالا طائلة."

كانت أعداد كبيرة من الهجمات التي استهدفت طرق الشحن الرائجة في خليج عدن والمحيط الهندي قبالة سواحل الصومال قد أضرت بهذه الانشطة هذا العام مما أدى الى ارتفاع تكاليف التأمين ودفع فدى وصلت الى ملايين الدولارات مع صدور رد دولي متأخر.

ويرسل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي سفنا الى المنطقة بينما يقوم الاسطولان الفرنسي والامريكي بدوريات وأرسلت روسيا أيضا سفينة حربية الى المنطقة.

ورغم أن البعض يطالب بشن ضربة قوية ضد القراصنة الا أن بعض العوامل تعقد من هذا الامر مثل المخاطر التي سيتعرض لها الرهائن والمواقع المختلفة للعصابات المتعددة ومشاكل تتعلق بمعرفة هوية القراصنة قبل سيطرتهم على اي سفينة فضلا عن مشاكل قضائية دولية عند القاء القبض على مشتبه بهم.

وقال موانجورا في مقابلة يوم الاحد "يجب أن تؤدي الدوريات الاجنبية الى تهدئة الوضع. لكنهم لا يستطيعون مهاجمة أي سفينة. الامر ليس بهذه البساطة. علينا أن نتوجه الى الجذور."

ويعتقد موانجورا الذي يمثل أمام محكمة في مومباسا يوم الخميس بعدما اتهمته الحكومة الكينية بالادلاء بتصريحات "مثيرة للقلق" حول خطف سفينة أن شبكة من رجال الاعمال الصوماليين في الخارج وأشخاصا فاسدين هما القوة الدافعة لاعمال القرصنة في المنطقة.

وأضاف "يكسب الكثير من الاشخاص أموالا جمة بسبب انعدام الاستقرار في الصومال."

وتسبب موانجورا في مضايقة الحكومة الكينية عندما قال ان الدبابات والمعدات العسكرية الاخرى الموجودة على متن سفينة أوكرانية خطفها قراصنة الشهر الماضي قبالة سواحل الصومال كانت في طريقها الى جنوب السودان وليس كينيا.

وأحرج الاتهام كينيا التي توسطت في اتفاق سلام بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 فاتهمت موانجورا بأنه "متحدث" باسم القراصنة وقالت انه ينشر معلومات كاذبة.

وتقول نيروبي ان الدبابات كانت ستنضم الى جيشها لكن دبلوماسيين غربيين في المنطقة يعضدون رواية موانجورا.

وقال موانجورا "يريدون اسكاتي وهذا واضح". وذهب موانجورا الى نيروبي مطلع الاسبوع الحالي للقاء مسؤولين أوكرانيين بخصوص محنة خطف السفينة الاوكرانية "ام.في. فاينا" التي تنقل حمولة مثيرة للجدل ويبلغ عدد أفراد طاقمها 20 شخصا.

وأضاف موانجورا أن السلطات في المنطقة تغض الطرف عن الصيد غير المشروع والقاء النفايات السامة وتجارة المخدرات والاسلحة وشحنات الفحم غير القانونية وتهريب البشر في المياه الصومالية والتي تؤجج جميعها القرصنة بشكل غير مباشر.

وقال "كل هذه النشاطات مرتبة ببعضها بعضا. تدفع سفينة أجنبية أموالا لاحد زعماء الحرب حتى يسمح لها بممارسة الصيد غير المشروع قبالة سواحل الصومال وتذهب هذه الاموال بعد ذلك لتمويل القرصنة."

وقال "لكن عندما تبدأون في مكافحة هذه النشاطات تغضب الشخصيات التي تتمتع بنفوذ لانكم بذلك تفسدون لعبتهم."

وأشار الى أن قراصنة صوماليين لا زالوا يحتجزون نحو ثماني سفن على متنها أكثر من 200 رهينة.

وأفاد برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا الذي يجمع المعلومات من أقارب وافراد طاقم وجماعات بحرية أخرى بأن القراصنة خطفوا نحو 30 سفينة العام الحالي من بين 87 هجوما شنوه.

ومع سوء الوضع في المنطقة تفكر بعض السفن في ان تسلك طريق رأس الرجاء الصالح. وقال موانجورا "سيؤدي هذا الى اطالة أمد رحلات كثير من السفن عدة أسابيع أخرى كما سيكون له عواقب وخيمة على التجارة العالمية."

ليست هناك تعليقات: