الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

البنتاجون: معالم الصراع في العراق لم تتغير

أقرت وزارة الدفاع الأمريكية بأن المعالم الأساسية للصراع في العراق لم تتغير رغم التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية وتراجع أعداد القتلى خاصة من المدنيين.

وقال البنتاجون في تقريره ربع السنوي إلى الكونجرس عن الحرب إن التحسن الاخير للاوضاع الامنية في العراق يبقى "هشا وغير متماسك ويمكن أن يتراجع".

واعتبر التقرير أن هذا البلد ما يزال عالقا في "نزاع بين مختلف المكونات على السلطة والموارد".

وحذر البنتاجون من احتمال ان تدفع القضايا التي لم يتم حلها بعد باتجاه عرقلة التقدم الأمني ، ومن هذه القضايا انتخابات مجالس المحافظات وانضمام قوات الصحوة الى صفوف الجيش والشرطة والقطاع العام ووضع كركوك الغنية بالنفط والدعم الإيراني للمجموعات الشيعية .

نقطة تفتيش للشرطة ومجالس الصحوة في حي الدورة ببغداد
الجيش الأمريكي أشاد بدور قوات مجالس الصحوة في تحسين الوضع الأمني

وأشار التقرير إلى تراجع كبير بنسبة 77% للعنف في العراق مقارنة مع الفترة ذاتها من 2007، واضاف ان هذا التقدم تحقق على الرغم من انخفاض عدد القوات الاميركية.

وأكد التقرير تراجع عدد القتلى في صفوف المدنيين العراقيين بمقدار النصف تقريبا الشهر الماضي بمقارنة بالفترة نفسها العام الماضي ، ففي سبتمبر / أيلول 2007 قتل 884 منديا فيما قتل الشهر الماضي 359.

كما قتل الشهر الماضي ثمانية جنود أمريكيين، بينما بلغ إجمالي الخسائر في صفوف الوحدات الأمريكية المقاتلة في سبتمبر/ أيلول 2007 43 قتيلا.

يشار إلى أن البنتاجون سيسحب نحو 8 آلاف جندي من العراق بحلول فبراير/ شباط المقبل ليصل عدد الجنود الأمريكيين في العراق إلى نحو 138 ألفا.

النفوذ الإيراني

كما اعتبر التقرير أن النفوذ الإيراني في العراق يبقى التهديد الأمني الرئيسي المدى الطويل رغم الوعود الإيرانية المستمرة بعكس ذلك.

وأضاف البنتاجون أنه "يبدو بشكل واضح ان ايران تواصل تمويل وتدريب وتسليح وتوجيه مجموعات خاصة للعمل على زعزعة الوضع في العراق".

واعتبر "ان الدعم الايراني للمجموعات الشيعية المتطرفة يبقى سببا رئيسيا لاستمرار العنف"، و لكن أكد "فشل إيران في اذكاء الصراع الطائفي مجددا " مشيرا إلى أنه الفترة التي يغطيها التقرير, لقي 29 شخصا مصرعهم على خلفية نزاعات طائفية في بغداد وهو رقم ادنى مما كان يسجل سابقا.

واوضح التقرير أن هذه الحصيلة تشكل ادنى مستوى يتم تسجيله وتعكس تحسنا كبيرا جدا مقارنة مع اكثر من 1200 شخص قضوا في صراع عرقي وطائفي خلال الفترة ذاتها من العام 2007 وأكثر من 1600 لقوا مصرعهم في ديسمبر / كانون الأول 2006.

دورية لمجالس الصحوة في بغداد
النتاجون أكد تراجع أعمال العنف خاصة الطائفي في بغداد

وأكد البنتاجون أيضا أن أنشطة جيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر "تراجعت بشكل كبير". واوضح أن" مقاتلي جيش المهدي تخلوا الى حد كبير عن سلاحهم ليس فقط بدافع خيبة امل العراقيين من الميليشيات والعنف والاجرام انما ايضا بسبب الخسائر الجسيمة التي تكبدوها وتفوق قوات التحالف والجيش العراقي عليهم".

واشار التقرير الى ان القاعدة تواجه ضغوطا اثر تكبدها خسائر جسيمة نتيجة العمليات العراقية والأميركية إلا أنها ما تزال قادرة على شن هجمات كبيرة في المناطق السكنية كما انها تحتفظ بحرية محدودة للتحرك في مناطق ريفية.

مجالس الصحوة

كما اعتبر البنتاجون أن التحاق قوات مجالس الصحوة وهم المسلحون السنة بالقوات الأمنية والوظائف المدنية في الحكومة العراقية يشكل "تحديا كبيرا".

واعتبر ان "التقدم البطيء لنقل مسؤولية قوات الصحوة يشكل مصدر قلق"، وطالبت وزارة الدفاع الأمريكية باستمرار التزام الحكومة العراقية بتوفير وظائف دائمة وثابتة لـ "أبناء العراق" وهي التسيمة التي تطلق أحيانا على مجالس الصحوة.

يشار إلى أن الجيش الأمريكي نقل اعتبار من اليوم الأربعاء مسؤولية دفع المخصصات المالية لنحو 20 % من مجالس الصحوة إلى الحكومة العراقية.

ويقدر عدد هؤلاء بنحو مائة ألف مقاتل وقد أشادت تقارير الجيش الأمريكي بدورهم في مواجهة مقاتلي القاعدة خاصة في غربي بغداد.

وتقدر المخصصات التى كان الجيش الامريكى يدفعها لهم حتى الآن بثلاثمائة وستين مليون دولار سنويا. ويؤكد عباس البياتى عضو لجنة الامن والدفاع فى مجلس النواب العراقى على ضرورة الاسراع فى تصنيف عناصر الصحوة ليتم الحاقهم بقوات الأمن او بوظائف مدنيه.

ويدفع الجيش الأميركي حتى الآن رواتب عناصر الصحوة لكن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ستدفع اعتبارا من الشهر الجاري رواتب 54 ألفا منهم.

وسبق ان اكدت الحكومة العراقية عزمها على ضم عشرين في المائة من عناصر الصحوات ضمن صفوف قواتها الامنية . اما البقية فمن المقرر الحاقهم بوظائف مدنية . ويقول علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية ان الحكومة ملتزمة بتهيئة اندماج رجال الصحوة في الحياة العامة في العراق.

ليست هناك تعليقات: