الخميس، 9 أكتوبر 2008

مصر تطلع حماس على خطة لانهاء الانقسام الفلسطيني

لقاهرة (رويترز) - قال مسؤول في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) إن مسؤولين في الحركة اجتمعوا مع وسطاء مصريين في القاهرة يوم الأربعاء للاستماع الى اقتراحات لحل الخلاف بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقدم الاجتماع الذي يسبق تجمعا مزمعا للفصائل الفلسطينية في القاهرة الشهر المقبل على انه خطوة على طريق انهاء انقسام بين الحركتين تسبب في شل حركة عباس في المحادثات التي تشرف عليها الولايات المتحدة مع اسرائيل. لكن ليس هناك الكثير من الدلائل على انحسار الخلافات بين حماس وفتح.

وقال موسى ابو مرزوق رئيس مفاوضي حماس ان الجماعة وافقت على "الرؤية" المصرية لتشكيل حكومة وحدة مع الفصائل الاخرى بما في ذلك فتح وان لجانا سيتم تشكيلها لمناقشة وسائل تنفيذها.

وأبلغ ابو مرزوق مؤتمرا صحفيا في القاهرة بعد محادثات مع مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان ان هذا الاقتراح قد يمهد الطريق لانهاء الازمة الفلسطينية وان اجتماعات اخرى سواء ثنائية او ثلاثية ستعقد هذا الشهر.

وقال مصدر من حماس انه يتوقع عقد اجتماع قبل نهاية اكتوبر تشرين الاول الجاري قد يضم ممثلين من فتح.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية (أ.ش.أ.) نقلا عن مصادر فلسطينية ان الموعد المقترح لاجتماع ثنائي ثان بين حماس وفتح هو الخامس والعشرون من الشهر الحالي.

وقالت المصادر "وفد حماس هو الذي طلب اللقاء الثنائي الثاني مع فتح برعاية مصرية قبل دعوة الفصائل للحوار الشامل في الثلث الاول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وذلك للتوافق مع حركة فتح حول جملة من القضايا الخلافية."

ولم يتضح بعد ما اذا كانت الاطراف ستتمكن من الاتفاق على شكل الحكومة وجدول الاعمال السياسي وخصوصا كيفية معالجة الصراع مع اسرائيل.

وبعد الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء بين مسؤولي حماس وعمر سليمان قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان مصر ستعد "ورقة مفصلة بما تم التوافق عليه لمناقشتها في الاجتماع الشامل الذى ستدعا اليه الفصائل الفلسطينية فى القاهرة."

واقترحت مصر تشكيل حكومة تكنوقراط لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ القتال الذي نشب بينها وبين فتح قبل 16 شهرا. وسيكون من شأن ذلك الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية في القطاع والضفة الغربية حيث معقل نفوذ فتح.

وقال فلسطينيون من فصائل أخرى غير حماس ان الخطة المصرية تتضمن أيضا إعادة تشكيل قوات الامن في غزة تحت اشراف عربي. وتقود حماس تلك القوات الآن.

وتصر حماس على ان يكون لها دور في أي هيكل لقوات الامن.

وقال ايمن طه المتحدث باسم حماس ان هذه القوات يجب أن تشكل ليس فقط في قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.5 مليون نسمة بل أيضا في الضفة الغربية حيث يعيش 2.5 مليون نسمة تحت الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف طه أن حماس تريد أن يصبح الاسلاميون شركاء في المنظمة الفلسطينية الجامعة وهي منظمة التحرير الفلسطينية وهي معقل لفتح منذ أيام الزعيم الراحل ياسر عرفات.

واعادة قطاع غزة الى السلطة الفلسطينية مهمة للغاية لعباس في نيل المصداقية كزعيم فلسطيني.

لكن مهادنة حماس يمكن أن تضر بمفاوضاته مع اسرائيل ودعم القوى الغربية له. وترفض حماس التعايش مع الدولة اليهودية.

وبعد سفك الدماء في غزة في يونيو حزيران 2007 عندما هزم المقاتلون الموالون للحكومة الاسلامية المنتخبة قوات فتح الموالية لعباس قد تتفجر ازمة جديدة العام المقبل نتيجة النزاع حول شرعية عباس نفسه.

وإلى الآن تقول حماس انها تعترف بعباس رئيسا رغم الخلافات بينهما. ومع ذلك فإن الجانبين يختلفان على قانونية اعلان عباس عزمه مد فترة رئاسته عاما اخر لتكون نهايتها في يناير كانون الثاني 2010 من أجل عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت واحد.

واقترع مشرعو حماس الذين يشكلون أغلبية المجلس التشريعي المقسم بسبب الخلاف بين الحركتين يوم الاحد على اعلان لسحب الاعتراف برئاسة عباس حال اكتمال فترته الرئاسية المحددة بأربع سنوات في يناير القادم. وحث المشرعون عباس على اجراء انتخابات الرئاسة الآن.

وعقد ممثلون لمنظمة التحرير الفلسطينية بينهم أعضاء في فتح محادثات مع سليمان في سبتمبر أيلول. وقال مسؤول فتح عزام الاحمد يوم الثلاثاء ان جميع فصائل منظمة التحرير قبلت الاقتراحات المصرية وتنتظر رد حماس.

من ويل راسموسن

ليست هناك تعليقات: