الأحد، 26 أكتوبر 2008

اندونيسيا تواجه اختبارا مع اقتراب موعد اعدام منفذي تفجيرات بالي

جاكرتا (رويترز) - من المرجح ان تواجه اندونيسيا اختبارا بشأن قدرتها على كبح جماح التشدد الاسلامي قريبا مع اعدام منفذي تفجير ناديين ليليين في بالي في هجومين راح ضحيتهما 202 شخص عام 2002.

وأضحى منفذو التفجير الثلاثة وهم امروزي ومخلص والامام سامودرا من الشخصيات الشهيرة في وسائل الإعلام خلال سنوات انتظارهم تنفيذ حكم الاعدام.

والاعدام رميا بالرصاص قد يجعل منهم شهداء في اعين الجماعات الاسلامية المتشددة التي تمثل اقلية صغيرة ولكنها مسموعة الصوت في اندونيسيا العلمانية التي تقطنها اغلبية مسلمة.

ويتوقع ان يرافق مئات بل الاف من مؤيدي منفذي تفجيرات بالي جثامين الثلاثة عند نقلها من السجن الى بلداتهم لدفنها. وربما تنقل السلطات الجثامين بطائرات هليوكوبتر لتفادي مصادمات بين انصارهم والشرطة.

وقال سيدني جونز الخبير الامني في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في جاكرتا "في وجود مئات الانصار وتأجج المشاعر قد ترى حشودا من الغوغاء تلقى الحجارة على رجال الشرطة ومراكز الشرطة أو اي رموز اخرى للحكومة."

ودمرت تفجيرات بالي صناعة السياحة في الجزيرة وكانت بمثابة انذار لاندونيسيا بشأن تهديد الجماعة الاسلامية المتشددة التي تسعى لاقامة خلافة اسلامية في جنوب شرق اسيا.

ودبرت الجماعة الاسلامية ونفذت العديد من الهجمات الاخرى في المنطقة وفجرت السفارة الاسترالية وفندق ماريوت في جاكرتا ومطاعم على شواطيء بالي ليجد الحلفاء الغربيون أنفسهم فجأة أمام جبهة ثانية في الحرب على الارهاب.

ولكن رد فعل جاكرتا كان سريعا. واجرت اتصالات امنية مع استراليا والولايات المتحدة وتلقت مساعدة في استخدام التكنولوجيا المتطورة واساليب المراقبة الا ان الخطوة الاكثر إثارة للجدل كانت اجراء محادثات مع اعضاء في الجماعات المتشددة.

واثارت الوحدة الرئيسية لمكافحة الارهاب في اندونيسيا وتعرف باسم (الوحدة 88) حالة من الغضب بين الاستراليين حين دعت أعضاء سابقين في الجماعة الاسلامية لحفل شواء. ولكن اساليبها التي تشمل استغلال اعضاء سابقين لتغيير معتقدات المتطرفين او لحملهم على التخلي عن افكارهم المتطرفة نجحت.

ويقول مسؤولون انه القي القبض على 450 متشددا وحوكم أكثر من 300 منهم مما ساهم في عدم حدوث هجوم كبير في اكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا منذ عام 2005.

غير ان هذا لا يعني ان الخطر لم يعد قائما اذ لا يزال بعض قادة الجماعة ومن بينهم نور الدين محمد توب طلقاء بينما تفرز بعض الجماعات المتطرفة مزيدا من المتشددين.

وقال ناصر عباس وهو قائد سابق للجماعة يرتبط بعلاقة مصاهرة مع احد منفذي تفجير بالي ويساعد الشرطة الاندونيسية حاليا "ينبغي ان تكون اندونيسيا في حالة تأهب طالما نور الدين طليقا لانه ذكر في احد المرات انه ينوي شن هجوم كل عام مادام حيا."

ويوم الثلاثاء الماضي اعلنت الشرطة انها احبطت محاولة لتفجير منشأة لتخزين النفط في جاكرتا عقب مداهمة منازل في جاكرتا وبوجور في جاوة الغربية.

وحولت الجماعة الاسلامية اهتمامها من اهداف غربية الى اهداف محلية في جنوب شرق اسيا مثل الوكالات الحكومية والشرطة الا ان جونز يقول ان بعض الجماعات المنشقة لا زالت تمثل خطرا على المصالح الاجنبية رغم الافتقار للخبرة.

والاغلبية العظمى من الاندونيسيين معتدلة ولا تدعم أعمال العنف التي ينفذها متشددون.

وفي استطلاع اجراه معهد سيتارا في الآونة الاخيرة اختلف 95 في المئة ممن شملهم الاستطلاع مع المنظمات التي تلجأ للعنف لاسباب دينية بينما ايدتها نسبة ثلاثة بالمئة فقط.

غير ان الاقلية المتشددة ما زال بوسعها ان تحدث تاثيرا كبيرا من خلال الاحتجاجات والضغط السياسي.

ويقول مسؤولون عن مكافحة الارهاب ان مهمتهم اكثر صعوبة لانه غالبا ما يتم تصوير انشطتهم على انها "معادية للاسلام" في اكبر دولة اسلامية في العالم من حيث تعداد السكان.

وقال انسياد مباي المسؤول البارز بوزارة تنسيق الشؤون السياسية والقانونية والامنية "التأييد قوي في اندونيسيا للجماعات المتشددة اذ ينظر اليها على انها تحارب من اجل الاسلام" على عكس الحال في ماليزيا وسنغافورة حيث التعاطف الشعبي مع المتشددين ضعيف.

وقال مباي ان المتشددين "سينتقمون من عدوهم الابدي.. العلمانية. حتى الحكومة ينظر اليها على انها شريرة وكافرة."

من اوليفيا روندونوو

ليست هناك تعليقات: