الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

مقتل خاطفين صوماليين في قتال على سفينة اوكرانية مخطوفة

نيروبي (رويترز) - قالت جماعة ملاحية يوم الثلاثاء إن قراصنة صوماليين متناحرين اختلفوا بشأن ما يتعين عليهم عمله بسفينة اوكرانية مخطوفة وشحنتها التي تضم 33 دبابة وتبادلوا اطلاق النار على متن السفينة فقتل ثلاثة منهم.

لكن القراصنة نفوا حدوث اي قتال على متن السفينة (ام في فانيا) التي خطفوها منذ ستة ايام في أشهر عملية في سلسة خطف سفن هذا العام قبالة سواحل الصومال. ويطالب القراصنة الذين تراقبهم البحرية الامريكية بفدية عشرين مليون دولار.

وتتعقب سفن تابعة للبحرية الامريكية السفينة المخطوفة التي اثار احتجازها جدلا بشأن وجهة الشحنة والقت الضوء على انتشار اعمال الخطف على احد ازحم الطرق الملاحية في العالم والذي يربط اوروبا باسيا والشرق الاوسط.

وقال أندرو موانجورا من برنامج مساعدة شركات النقل البحري في شرق أفريقيا ان فصائل بين نحو 50 من القراصنة على متن السفينة اختلفوا بشأن ما اذا كان يتعين اطلاق سراح طاقم السفينة المكون من 20 فردا وشحنتها.

وقال موانجورا الذي تراقب جماعته ومقرها كينيا الاحداث عن طريق اقارب لافراد الطاقم والقراصنة "المتشددون على متن السفينة لا يريدون الاستماع لاحد." وأضاف "المعتدلون يريدون التراجع. والامريكيون قريبون لذلك فان الكل متوتر. وقع اطلاق نار وقتل ثلاثة من القراصنة."

ونفى القراصنة حدوث اي قتال.

وقال محمد احد القراصنة فوق السفينة الاوكرانية لرويترز "نحن لم نتقاتل مع بعضنا بعضا. هذه شائعات تنشرها وسائل الاعلام."

وقال مسلح اخر على متن سفينة يونانية مختطفة ايضا وتقف بجوارها انه لم يحدث تبادل لاطلاق النار.

وقال القرصان مهد "لم يكن هناك قتال وكل الامور بخير. وتوجد سفينة حربية بجوارنا لكنها تراقبنا. انها قريبة لكننا لم نجر اتصالا ولم نتبادل اطلاق النار."

وقالت البحرية الامريكية ان السفينة التي كانت متوجهة الى ميناء مومباسا في كينيا كانت تنقل دبابات من طراز تي-72 وقاذفات قنابل وذخيرة وجهتها الاخيرة هي جنوب السودان عبر كينيا.

ومثل هذه الشحنة تمثل انتهاكا لشروط اتفاق السلام بين الشمال والجنوب في السودان ما لم يوافق عليها الطرفان الموقعان على اتفاق الهدنة عام 2005 بعد حرب دامت أكثر من 20 عاما.

وتقول كينيا ان السلاح لجيشها.

واستغل القراصنة الصوماليون حالة الفوضى السائدة على اليابسة حيث يتمرد متشددون اسلاميون منذ نحو عامين وخطفوا أكثر من 30 سفينة هذا العام وهاجموا أعدادا أكبر.

ووقعت أغلب الهجمات في خليج عدن بين اليمن وشمال الصومال وهو ممر مائي مهم عالميا تستخدمه نحو 20 الف سفينة سنويا متجهة من قناة السويس واليها.

وشن القراصنة هجمات كذلك في مياه المحيط الهندي قبالة جنوب الصومال.

ومع وجود قواعد عسكرية امريكية وفرنسية في المنطقة يشعر الكثيرون بالحزن لعدم حدوث تحرك دولي.

وقالت كبرى الهيئات الملاحية ونقابات النقل في بيان مشترك "اذا تعرضت طائرات مدنية للخطف يوميا فان رد فعل الحكومات سيكون مختلفا تماما. ومع ذلك فان السفن التي تعد شريان الحياة للاقتصاد العالمي تبدو خارج مدى النظر وخارج التفكير."

والى جانب بناء منازل جديدة والاقتران بزوجات جديدات من الفدية التي يحصلون عليها اشترى القراصنة الذين ازدادوا ثراء قوارب سريعة وهواتف متصلة بالاقمار الصناعية ومعدات اخرى لتعزيز نشاطهم.

وقال مبعوث الامم المتحدة لدى الصومال احمد ولد عبد الله "هناك تماثل مدهش بين اعمال هؤلاء القراصنة المستهترين وبين نشاطات "الالماس الدموي" في ليبيريا وسيراليون خلال الحرب الاهلية في هاتين الدولتين. ولا توجد سفينة صغيرة او كبيرة مدنية او عسكرية تنجو منهم. ومع خطف السفينة الاوكرانية يكون قد تم اجتياز خط احمر اخر."

ودعا المحلل الامريكي بيتر فام بجامعة ماديسون الى رد بحري دولي موحد والاهتمام بحل النزاع المدني في الصومال ووضع معدات حماية افضل على متن السفن التجارية.

وكتب تقريرا جديدا عن ظاهرة القرصنة الصومالية جاء فيه "الكثير من الناس لم يفعلوا شيئا فيما عدا الاستعداد لدفع الفدية وهو ما يتسبب في تواصل دورة العنف."

ليست هناك تعليقات: