الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

الخلافات تلوح مع سعي سوريا لمقعد بمجلس وكالة الطاقة الذرية

فيينا (رويترز) - قالت سوريا يوم الثلاثاء انها ستواصل سعيها لشغل مقعد في المجلس الحاكم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من المعارضة التي تقودها الولايات المتحدة لذلك فيما تجرى تحقيقات بشأن وجود أنشطة نووية سرية في سوريا.

وتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ مايو أيار في مزاعم للمخابرات الامريكية بأن سوريا أوشكت على بناء مفاعل نووي ينتج البولوتونيوم وذلك قبل أن تدمر اسرائيل الموقع منذ عام.

وتخوض سوريا منافسة على المقعد مع أفغانستان حليفة الولايات المتحدة في مجلس محافظي الوكالة. والمقعد مخصص لممثل عن مجموعة دول الشرق الاوسط وجنوب اسيا في الوكالة المؤلفة من 145 عضوا.

ويتعين أن توافق المجموعة على مرشح واحد بالاجماع كي يحصل على موافقة تلقائية في المؤتمر العام للوكالة الذي بدأ أعماله في فيينا يوم الاثنين.

وقال دبلوماسيون عرب ان أفغانستان متمسكة بالترشيح بتشجيع أمريكي على الرغم من قلة التأييد في الوكالة. ويأتي ذلك فيما يتزايد التأييد لسوريا ضمن المجموعة التي تهيمن عليها دول الجامعة العربية.

واذا لم تتمكن المجموعة من الاتفاق على مرشح واحد فسيجري المؤتمر العام تصويتا في وقت لاحق هذا الاسبوع على المرشحين. وهو اجراء لا سابق له ومثير لكثير من الانقسام في وكالة تفخر بأنها تصدر قراراتها بالاجماع.

وسيجري اختيار الفائز بالاغلبية البسيطة.

وقال محمد بديع خطاب سفير سوريا لدى الوكالة ان دمشق لا ترى سببا يدعوها للانسحاب لأن جميع أعضاء المجموعة يؤيدون مرشحها فيما عدا أفغانستان.

وقال خطاب لرويترز "الامر لم يحسم بعد. فسوريا وأفغانستان ما زالتا في المنافسة. ولكن لا أحد في المجموعة يدعم أفغانستان. انهم بمفردهم."

وقال سفير أفغانستان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز ان كابول لن تتراجع لأن بمقدورها الاعتماد على دعم الاغلبية في المؤتمر العام.

وقال وحيد مناور "اننا المرشح الافضل. سنمثل المصالح الاسلامية وسنحسن التفاهم بين العالم الاسلامي والغرب.. ووجودنا في المجلس سيسهم في تقدم الديمقراطية في أفغانستان."

وقال دبلوماسي غربي رفيع ان المشاورات غير الرسمية تظهر أن 89 عضوا في المؤتمر العام سيعارضون شغل سوريا للمقعد وهي أغلبية تشمل دول الاتحاد الاوروبي واليابان وكندا وأستراليا وبعض الدول الافريقية والاسيوية والمنتمية لامريكا اللاتينية.

وأضاف الدبلوماسي الذي لم يكن مصرحا له بالحديث علنا في هذا الامر ان الدعم الذي تحظى به سوريا داخل مجموعة الشرق الاوسط وجنوب اسيا ليس متينا كما هو باد وتوقع أن تنقلب بعض الدول في المجموعة على دمشق في الاقتراع السري.

وتابع أن "بعض الدول التي تدعم سوريا علنا لن تفعل ذلك سرا."

وقال دبلوماسي غربي ثان "ان المسألة هنا مسألة مبدأ.. لا يمكن أن تكون هناك دول في هذا المجلس ليست أعضاء منضبطة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية."

وقال دبلوماسيون عرب إن من المستبعد أن تتراجع سوريا عن ترشيحها لأن القمة العربية أيدت ذلك في مارس اذار.

وقال دبلوماسي عربي ثان "سعى الامريكيون لاستقطاب كل دولة عربية غير موجودة في المجلس وبخاصة دول الخليج كي ترشح للمقعد ولكنهم أخفقوا."

وأضاف "لماذا نمنع سوريا؟ لا يوجد مشكلة ثاتبة خاصة بالانتشار النووي هناك. لقد ظلت ليبيا عضوا في المجلس لمدة سنة في الاونة الاخيرة على الرغم من وجود تحقيقات تجريها الوكالة هناك."

وكانت ليبيا قد أعلنت عن برنامج سري لصنع قنبلة نووية عام 2003 وشهد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر بأن ليبيا أزالت بالفعل جميع قدراتها العسكرية النووية.

من مارك هاينريك

ليست هناك تعليقات: