الاثنين، 20 أكتوبر 2008

تصاعد الخلاف حول رفع البابا في عهد النازي الى مرتبة القديسين

مدينة الفاتيكان (رويترز) - قال احد زعماء اليهود الايطاليين يوم الاحد إن رفع البابا بيوس الثاني عشر الذي شغل كرسي البابوية في عهد النازي الى مرتبة القديسين سيفتح "جرحا يصعب شفاؤه" بين اليهود والكاثوليك.

واتهم بعض اليهود البابا بيوس الثاني عشر الذي شغل كرسي البابوية بين عامي 1939 و 1958 بأنه غض النظر عن محارق النازي اثناء الحرب العالمية الثانية وهو اتهام ينفيه مؤيدوه والفاتيكان.

ودعا الفاتيكان كلا من الكاثوليك واليهود الى التوقف عن ممارسة "ضغوط" على البابا بنديكت بشأن الموضوع.

ونشرت الصحف الايطالية يوم الاحد تقارير على الصفحة الاولى حول ما وصفه البعض بموجة باردة جديدة في العلاقات بين اسرائيل والفاتيكان حول البابا بيوس اطلقها احد القساوسة من الدعاة الرئيسيين لرفع بيوس الى مرتبة القديسين.

ويقف في صلب الموضوع مسألة ما اذا كان البابا بنديكت سيسمح بالمضي في دفع بيوس على الطريق نحو القداسة وهو ما يريده مؤيدوه من الكاثوليك بتوقيع مرسوم يعترف "بفضائله البطولية". وهذا ما سيفتح الطريق امام التطويب وهو الخطوة الاخيرة قبل مرتبة القديسين.

ولم يصدق البابا بنديكت حتى الان على المرسوم الذي وافقت عليه في العام الماضي ادارة مختصة باعلان القديسين والذي يجب ان يصدر من اجل التطويب وهي الخطوة الاخيرة التي تسبق رفعه الى مرتبة القديسين ودعا الى ما وصفه الفاتيكان بأنه فترة تفكير.

ويريد بعض اليهود تجميد الاجراءات لحين القيام بالمزيد من البحوث التاريخية حول تلك الفترة حيث قال الكثيرون انه كان ينبغي على البابا بيوس ان يتحدث علنا وبصورة مباشرة.

وقال "سألت نفسي لماذا لم يفعل البابا بيوس نفس الشيء لكي يدعو الكاثوليك في اوروبا الى القيام بعمل. هذه اسئلة تطاردنا نحن اليهود."

وقال "لذا اذا ارادوا تطويب بيوس قبل ازالة كل الشكوك حول صمته فهم احرار في ذلك. لكن ينبغي على الفاتيكان ان يعلم ان هذا سيكون بالنسبة لليهود بمثابة فتح جرح يصعب شفاؤه."

ويقول الفاتيكان انه بينما لم يتحدث البابا بيوس علنا فانه بذل جهده من وراء الستار لمد يد المساعدة لان التدخل المباشر كان سيزيد من الوضع سوءا بدفع هتلر الى الرد.

ودافع بنديكت مرارا وتكرارا عن البابا بيوس قائلا انه عمل "سرا وفي صمت" خلال الحرب العالمية الثانية "لتفادي حدوث الاسوأ وانقاذ اكبر عدد ممكن من اليهود."

ويقول الفاتيكان انه انقذ ارواح مئات الالاف من اليهود باصدار اوامره الى الكنائس والاديرة في انحاء ايطاليا باخفاء اليهود كما اصدر تعليماته الى دبلوماسيي الفاتيكان في انحاء اوروبا بمنح الكثير من اليهود جوازات سفر مزيفة.

وأصدر كبير المتحدثين باسم الفاتيكان الاب فريدريكو لومباردي يوم السبت بيانا غير عادي بعد ان اذاعت وكالة انباء ايطالية مقابلة مع الاب بيتر جومبيل وهو من الجزويت ومن كبار مؤيدي اعلان قداسة البابا بيوس.

وقال جومبيل ان البابا بنديكت جمد عملية رفع البابا بيوس الثاني عشر الى مرتبة القديسين لانها ستضر بالعلاقات مع اليهود.

وقال لومباردي في بيان يبدو انه محاولة لابعاد الفاتيكان عن تصريحات جومبيل "في هذا الموقف ليس من المناسب ممارسة ضغط عليه ( البابا) من طرف أو اخر."

ليست هناك تعليقات: