الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

البرادعي: الطاقة النووية ليست علاجا للدول الفقيرة

الامم المتحدة (رويترز) - قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الطاقة النووية تشهد نهضة جديدة على مستوى العالم ولكنه أضاف أن الدول الفقيرة التي تتوق للتنمية ينبغي أن تدرك انها ليست علاجا للفقر المدقع.

وعقب كارثة تشرنوبيل في اوكرانيا الجمهورية السوفيتية السابقة عام 1986 شكك الكثير من الدول في قيمة الطاقة النووية. وقررت بعض الدول الغربية مثل النمسا وألمانيا التخلص من الاعتماد على الطاقة النووية.

ولكن قضايا مثل ارتفاع درجة حرارة الارض والاضرار البيئية الناجمة عن استخدام الوقود الاحفوري اعادت الطلب على المفاعل النووي الذي لا تنبعث منه فعليا اي من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

ويقول البرادعي الفائز بجائزة نوبل للسلام ان كثيرا من الدول النامية ترى الطاقة الذرية مصدرا رئيسيا للكهرباء التي تحتاجها لمكافحة الفقر.

وقال في مقابلة مع رويترز أمس الاثنين عقب القاء كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة "يمكن ان تكون جزءا من مزيج الطاقة في العديد من الدول النامية الكبرى ولكني مستمر دوما في خفض سقف التوقعات."

وتابع "ليست علاجا في حد ذاتها وينبغي ان تدرك العديد من الدول ان امامها بين 10 اعوام الى 15 عاما قبل ان تتمكن من استخدام (الطاقة) النووية."

وأضاف البرادعي أن محطات الطاقة النووية قد تحقق مزايا كثيرة ولكنها باهظة التكلفة وتتطلب التزاما صارما بمعايير السلامة والامن.

ومضى قائلا "هناك الكثير من التوقعات المبالغ فيها. نعتقد ان من حق الجميع استخدامها ولكن ثمة معايير معينة ينبغي الوفاء بها."

وذكر في كلمته امام الامم المتحدة ان النهضة النووية لها جانب سلبي فكلما زادت كمية المواد النووية المنتشرة في العالم زاد خطر امكان تحويل بعضها لانتاج اسلحة نووية.

وتابع "اضحت الدول التي تتقن تخصيب اليورانيوم وفصل البلوتونيوم دولا قادرة فعليا على انتاج اسلحة نووية" مضيفا انه حان الوقت لبحث انشاء مراكز عالمية للوقود النووي لضمان حصول جميع الدول على الوقود الذري مع تقليص خطر الانتشار النووي لاقصى حد ممكن.

وترتاب دول غربية في أن ايران تريد تخصيب اليورانيوم لانتاج وقود لتصنيع قنبلة ذرية. وتنفي طهران هذه الاتهامات لكنها ترفض مطالب مجلس الامن بوقف انشطة التخصيب.

وعرضت روسيا اقامة مشروع تخصيب مشترك مع ايران على الاراضي الروسية. ولم ترد ايران رسميا على الاقتراح ولكنها اوضحت رغبتها في تخصيب اليورانيوم على ارضها.

وفي المقابلة قال البرادعي ان عدد المفاعلات النووية في العالم سيتضاعف في العقود المقبلة الى مابين 850 و900 مفاعل ولكن ستظل نسبة الطاقة النووية مقارنة بغيرها من مصادر الطاقة ثابتة عند مستواها الحالي اي 14 في المئة.

وقال ان الطاقة النووية "ستساعد في (مشكلة) تغيرات المناخ واستقلال مصادر الطاقة وتذبذب الاسعار ولكن ينبغي ان نضعها في نصابها."

وفي كلمته قال البرادعي ان ثمة خلل كبير في التوازن في قطاع الطاقة بين الدول النامية والدول المتقدمة.

وتابع أن استهلاك الدول المتقدمة الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يزيد في المتوسط 170 مثلا عن استهلاك الطاقة في الدول الافريقية.

وأضاف أن دولا كثيرة تحرص على الحصول على الطاقة النووية لهذا السبب.

وذكر البرادعي ان تكنولوجيا المحطات النووية أكثر امنا الان مما كانت عليه وقت كارثة تشرنوبيل ولكنه أضاف أن هذا لا يعني تلاشي مخاطر المفاعلات النووية.

وقال "المخاطر باقية. لا يمكننا ان نتساهل ازاء السلامة. قد تقوض حادثة نووية واحدة في اي مكان مستقبل الطاقة النووية في كل مكان."

من لويس شاربونو

ليست هناك تعليقات: