الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصحافة البريطانية: السياسة الخارجية سبب رئيسي لتأييد ماكين




ركزت جل الصحافة البريطانية اليوم الثلاثاء على الانتخابات الأميركية في ساعاتها الأخيرة بين مؤيد للمرشح الديمقراطي أوباما وأسباب تأييدها له, وأخرى دعت إلى ضرورة اختيار المرشح الجمهوري ماكين لما له من خبرة في السياسة الخارجية والأمن الدولي وانتظار أوروبا الرئيس الأميركي الجديد لإعادة توطيد العلاقات عبر الأطلسي.
التصويت لماكين
رغم كل شواهد الاستطلاعات الأخيرة التي تؤكد تقدم المرشح الديمقراطي على منافسه الجمهوري، كتبت ديلي تلغراف أن ماكين ليس كمعظم الرجال الذين يقرون بالهزيمة بسرعة دون قتال.
"
هذه المنافسة تأتي في لحظة فريدة في تاريخ أميركا المعاصر وماكين هو الرجل المناسب لتلك اللحظة لما له من خبرة تراكمية وحنكة المحارب القديم
"
ديلي تلغراف
وقالت الصحيفة إن ما يعد حتمية الهزيمة قد منحت ماكين طاقة جديدة، لأن هذه هي فرصته الأخيرة لكونه يبلغ 72 عاما. حتى إنه تندر بقوله إن أوباما شاب وأمامه فرص أكثر وإن هذا دوره الآن.
وأضافت أن هذه المنافسة تأتي في لحظة فريدة في تاريخ أميركا المعاصر وأن ماكين هو الرجل المناسب لتلك اللحظة لما له من خبرة تراكمية وحنكة المحارب القديم. ذلك أن الدولة ليست في حرب على جبهتين فحسب ولا تواجه تهديدات لأمنها فحسب، بل إنها تحاول أيضا التعايش مع أسوأ مستقبل اقتصادي متوقع منذ ثلاثينيات القرن الماضي. أضف إلى ذلك القلق المستمر على عشرات آلاف الجنود الأميركيين في ميادين القتال الخارجية والخوف من أي تحديات قادمة.
وأشارت إلى أن الاختيار الذي يواجهه جمهور الناخبين واضح. فإما أن يصوتوا للواقع أو للتهرب منه، إذ إن جون ماكين لديه تقدير أكبر لما يمكن أن يقتضيه الواقع. وأن خططه الإصلاحية أقرب لهذا الواقع.
وقالت الصحيفة إن السبب الملح وراء ضرورة تصويت أميركا لماكين على أوباما يرتكز على مسألة السياسة الخارجية والأمن الدولي، لأن ماكين أكثر إلماما بعمل القوى الخارجية والعمليات العسكرية، بينما سيبدأ أوباما من موقف أقرب إلى الجهل الكامل. ومسألة الأمن الدولي أساسية وهي محور التصويت لصالح ماكين.
الالتزام بالوسطية
وفي رأي مقابل قالت فايننشال تايمز إن على أميركا أن تعي هذا الدرس السياسي، الالتزام بالوسطية.
فالولايات المتحدة تتشكل من 40% محافظين و40% معتدلين و20% ليبراليين. ويبدو أن جون ماكين لا يتحدث لأحد غير المحافظين.
وكما تحركت الحكومات في إيطاليا وفرنسا وألمانيا نحو تحالفات مع يمين الوسط، فإن أميركا مستعدة لانتخاب أولى إداراتها من يسار الوسط على مر عقد من الزمان. وفي حين أن أوروبا تحاول إصلاح قوانين العمل وتقليل دور الدولة في اقتصاياتها، يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة لعمل العكس إذا فاز باراك أوباما اليوم.
ونبهت الصحيفة إلى أن تاريخ عام 1992 يتضمن نذيرا واضحا بأن تحالف يسار الوسط يمكن أن يتداعى بسرعة إذا نُظر إلى السياسات وكأنها يسارية إلى حد كبير، فقد رفع كلينتون عام 1993 الضرائب على الأغنياء وتبنى سياسة "لا تسأل لا تخبر" في الجيش واقترح وخسر الرعاية الصحية الشاملة وتبنى إجراءات سلامة الأسلحة وحظر البنادق الهجومية.
وبناء على هذا التوجه تدنت تقديرات كلينتون إلى 35%، وقال 65% من الشعب إنهم لن يصوتوا له مرة ثانية. لكن إصراره على التراجع عن هذه الخسائر، جدد كلينتون رئاسته واستند إلى الوسط المفعم بالحيوية.
"
والقضية الرئيسية ما إذا كان أوباما سيجد وسطا حيويا ويتمسك به، أو ما إذا كان سيتعلم من دروس كلينتون وبوش. هذا هو اختبار العام القادم واختبار تحالف يسار الوسط الجديد
"
فايننشال تايمز
وأشارت الصحيفة إلى أنه بين حرب العراق والتحرك لخصخصة الأمن الاجتماعي واجه بوش نفس النتيجة التي واجهها كلينتون، لكن بعد أن حكم قريبا جدا من اليمين. وفي العام 2006 خرج الجمهوريون من المجلسين النيابي والتشريعي بأعداد كبيرة. وعلى عكس كلينتون، لم يجدد بوش رئاسته ولم يتخلص من المحافظين الماكرين أمثال نائبه ديك تشيني ومن ثم كانت النتيجة مدمرة له ولحزبه.
وقالت إن ماكين كان أمامه فرصة لاختيار شخص من الوسط على تذكرته لكنه اختار عضوة من اليمين الديني سارة بالين.
وأضافت أن المعركة الحقيقية تبدأ بعد الانتخابات. والقضية الرئيسية ما إذا كان أوباما سيجد وسطا حيويا ويتمسك به، أو ما إذا كان سيتعلم من دروس كلينتون وبوش. هذا هو اختبار العام القادم واختبار تحالف يسار الوسط الجديد.
توطيد العلاقات
وفي سياق متصل كتبت غارديان أن الرئيس الأميركي الجديد يستطيع إعادة توطيد العلاقة مع أوروبا وإصلاح آثار حرب العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال شهرين سيكون هناك إدارة أميركية وكونغرس جديد في واشنطن دي سي، وفي المقابل سيكون هناك عبر الأطلسي خلال الصيف القادم برلمان أوروبي جديد ومع الخريف القادم احتمال مفوضية أوروبية جديدة.
وقالت إن هذه الفترة الانتقالية على جانبي الأطلسي تمثل تحديا جديدا وفرصة سانحة لإعادة توطيد العلاقات عبر الأطلسي على أساس جديد أكثر إيجابية.
فنحن بحاجة لنبذ الخلافات وسوء الفهم، ويجب أن نغتنم الفرصة في واشنطن وبروكسل لنشارك في فكر جديد وإلزام أنفسنا بالعمل معا وفق أجندة مشتركة من أجل الرخاء والسلام، ليس لأوروبا وأميركا الشمالية فقط بل في كل أنحاء المعمورة

ليست هناك تعليقات: