الأحد، 2 نوفمبر 2008

وولفويتز: الحرب على العراق كانت خطأ وإيران العدو الحقيقي




وولفويتز: لم أكن مسؤولا عن قرار الحرب (الفرنسية-أرشيف)


خالد شمت-برلين

نقلت صحيفة دي تسايت الألمانية عن اثنين من المسؤولين البارزين السابقين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعترافهما بأن الحرب على العراق كانت ضد عدو خطأ، وأن إيران كانت هي العدو الحقيقي الذي ينبغي على واشنطن مهاجمته.

ونسبت الصحيفة إلى دوغلاس فيث وكيل وزارة الدفاع الأميركية حتى أوائل عام 2005 والمعروف عالميا كأحد المفكرين البارزين للمحافظين الجدد إقراره بأن أرتباط إيران القديم بمنظمات معادية للولايات المتحدة، وسعيها لتطوير برنامجها النووي، كان كافيا لاعتبارها العدو الحقيقي وليس نظام الرئيس صدام حسين.

ونقلت دي تسايت عن بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأميركي السابق والمخطط الرئيسي لغزو العراق قوله "بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول استسهلنا الحرب علي العراق، وضرب إيران لم يكن ممكنا لنا بسبب عدم وجود أي تأييد دبلوماسي أو سياسي دولي حينذاك على العكس من بغداد التي صدر ضدها 16 قرارا من الأمم المتحدة".

وأضاف "مثل العراق هدفا سهلا في حين كانت إيران عدوا غير مرغوب مواجهته بسبب مساحتها الشاسعة التي تساوي أربعة أمثال مساحة العراق وتعدادها السكاني الكبير".

وتبرأ وولفويتز وفيث وزميلهما ريتشارد بيرل المستشار ورئيس مكتب السياسة الدفاعية السابق بالبنتاغون من المسؤولية عن قرار غزو العراق مؤكدين أن وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد هو المسؤول وحده عن قرار اجتياح هذا البلد.

وقال وولفويتز "لم أكن أنا المسؤول عن قرار الغزو مثلما نشر عني في كل مكان"، وأشار فيث إلي أنه لم يكن له أي صلاحية لإصدار الأوامر، وذكر بيرل "لم يكن لثلاثتنا سوى دور ثانوي في الحرب على العراق لأن جميع القرارات أصدرها رمسفيلد ولم يكن لنا تأثير حقيقي رغم أننا تمنينا امتلاك هذا التأثير".

وتمسك الوكيل السابق لوزارة الدفاع الأميركية دوغلاس فيث بالدفاع عن قرار شن الحرب على العراق، معتبرا أن ما تدفعه الولايات المتحدة من ثمن باهظ حاليا، يعود للإدارة السيئة للحرب وليس للحرب ذاتها، وأشار إلى أن هذا الوضع جعل إيران وكوريا الشمالية يعتقدان اليوم أن تهديدات الولايات المتحدة المواكبة لدبلوماسيتها هي مجرد تهديدات جوفاء.

وأشار فيث إلي أن هلع الرئيس الأميركي جورج بوش من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وخوفه من زوال الحصار المفروض على العراق جعله يمارس ضغوطا ماحقة لشن الحرب على بغداد.

ونقلت دي تسايت عن ديفد فرام كاتب خطابات بوش ومبتكر مصطلح محور الشر قوله "لو تجرأ أي شخص من العاملين مع بوش علي نصحه في فبراير/شباط 2003 بالتفكير في التبعات الخطيرة التي ستسببها الحرب لطرده على الفور من وظيفته وأتهمه بالجنون.

وقال وولفويتز "تأكد نظام صدام حسين من وقوع الغزو وأستعد له قبل عامين، وكنا نجهل العدو في بلد خططنا للحرب ضده، ولم يكن لدينا أدنى تصور عن حروب العصابات التي واجهناها لاحقا".

وأعتبر ريتشارد بيرل أن الولايات المتحدة التي أرادت لعب دور المحرر تحولت بعد ستة شهور من الحرب إلى قوة احتلال بسبب تعامل بول بريمر الحاكم الأميركي المؤقت مع العراق باستعلائية تشبه الاحتقار.

وأرجع بيرل حالة النهب التي سادت العراق في الأشهر الأولى من الغزو إلى رفض قائد القوات الأميركية الجنرال تومي فرانكس لعب أي دور في الحفاظ على الأمن الداخلي للعراق

ليست هناك تعليقات: