الخميس، 17 ديسمبر 2009

انتقادات سعودية واسعة لفتوى إباحة الاختلاط


أثارت تصريحات الشيخ أحمد الغامدي، مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة، التي أجاز فيها الاختلاط بين الرجال والنساء انتقادات واسعة في السعودية وخارجها.
وقد تلقى مفتي المملكة ما لا يقل عن 4500 برقية استنكار لما نشر للغامدي في صحيفة 'عكاظ' ودعوته لـ'الاختلاط'. وطالب أصحاب تلك البرقيات بمحاكمته.
وقالت بعض المصادر: إن أكثر من 11 فردًا من رؤساء الأقسام، إضافة إلى عدد من الموظفين ومديري الهيئات الفرعية، أصدروا بيانًا أوضحوا فيه عدم صحة أقوال الشيخ، مطالبين بالتحقيق معه، لا سيما أنهم باتوا يواجهون حرجًا في عملهم الذي يقتضي ضبط عمليات الاختلاط في الأسواق وغيرها.
وكان الغامدي قد أجاز الاختلاط في مقال نشر على حلقتين متتاليتين في صحيفة 'عكاظ' السعودية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، على خلفية الجدل الذي أثير عقب افتتاح جامعة 'الملك عبد الله بن عبد العزيز' التقنية، والسماح بالاختلاط فيها وفق ضوابط، معتبرًا أن 'الاختلاط طبيعي في حياة الأمة، ومانعوه لم يتأملوا أدلة جوازه الصريحة'. وفق قوله.
وزعم في فتواه أن 'النصوص الصحيحة الصريحة كلها تفيد جواز نظر النساء إلى الرجال ونظر الرجال إلى النساء في غير فتنة، كما تفيد جواز الخلوة بالمرأة عند الناس ومصافحتها، والاختلاط بين الجنسين من لوازم ذلك قطعًا، سواء كان في الأسواق والمحال للبيع والشراء أو العمل والدراسة، والمساجد والمصليات، والطرقات، وغيرها من الأماكن".
علماء المملكة يرفضون الفتوى:
وقد لقيت هذه الفتوى نقدًا شديدًا من قبل عدد من علماء سعوديين، حيث رفض الشيخ محمد المنجد، الداعية والعالم السعودي، ما ذهب إليه الغامدي واعتبره 'مسألة خطيرة وافتراءً وتجنيًا على الشريعة'.
كما انتقد الداعية السعودي عبد الرحمن الأطرم، تصريحات الغامدي، معتبرًا توقيتها 'غير مناسب؛ نظرًا لما تمر به البلاد من أحداث جسام مثل قتال الحوثيين وكارثة جدة'.
وأصدرت مجموعة من العلماء بيانًا استنكروا فيه ما وصفوها بـ'فتوى شاذة، ومخالفة لما عليه الأئمة الأربعة، وعامة علماء الإسلام'.
وطالب البيان الإعلاميين بعدم تناقل مثل هذه الفتاوى 'الشاذة التي قد يتأثر بها بعض ضعاف الإيمان فيتحملون إثمهم ويبوءون بوزرهم'.
وكان العاهل السعودي قد أقال الدكتور سعد الشثري، عضو هيئة كبار العلماء من منصبه على خلفية تصريحات ناشد فيها الملك عبد الله بمنع الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية 'كاوست'.
الهيئة تنفي إقالة الغامدي:
جاء ذلك فيما نفى المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبد المحسن القفاري، إشاعة إقالة مدير فرع الهيئة في مكة المكرمة أحمد الغامدي، التي تناقلتها مواقع على الإنترنت خلال اليومين الماضيين.
وأكد القفاري أن ما يتناقله الناس مجرد إشاعة 'لا ترتقي لأي درجة من الحقيقة'. وشرح أن رئاسة الهيئة لم تصدر أي قرار يتعلق بإقالة مدير فرع مكة وإنما الإجراء يتعلق بالمساعد الشيخ عبدالرحمن الجهني، الذي نقلته وزارة الخدمة المدنية من قبل الحج، إلى وظيفة مساعد هيئة فرع مكة المكرمة.
وتابع أن 'وزارة الخدمة المدنية كتبت للهيئة بضرورة مباشرة الجهني للوظيفة التي نقل إليها وتصحيح وضعه الوظيفي'.
وكانت تضاربت الأنباء حول إقالة الغامدي من منصبه الثلاثاء، بعد أيام من إصداره فتوى 'جواز الاختلاط بضوابط'

ليست هناك تعليقات: