الخميس، 31 ديسمبر 2009

الاجراءات الامنية بالمطارات الامريكية مزعجة لكن الركاب يتقبلونها


شيكاجو (رويترز) - في البدء اقتصر الحظر على سكاكين الجيب وقصافات الاظافر. ثم شمل الاحذية. ثم السوائل. والان ربما تريد الحكومة القاء نظرة عن كثب على ملابسك الداخلية بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة أمريكية يوم عيد الميلاد.
وفي حين يقبل ركاب الطائرات بوجه عام هذه النوعية من اجراءات التدقيق الامني باعتبارها ضرورية لضمان رحلات جوية آمنة يتساءل الكثير من خبراء النقل عما اذا كانت بعض هذه الخطوات لها فعالية في منع الارهابيين بقدر فعاليتها في اثارة غضب الركاب.
يقول تيودروس هابتي جبر (41 عاما) وهو استشاري تنمية في لوس انجليس انه اختير للخضوع لفحص اضافي قبل رحلة من ديترويت يوم الثلاثاء. وأضاف أن التدقيق مزعج "لكن يجب أن تكون حذرا".
ويرى دوج ابي استشاري خطوط الطيران ان الكثير من شركات الطيران تشعر بالارتباك من المتطلبات الامنية التي تتغير كثيرا منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة التي نفذت بطائرات ركاب مخطوفة.
وقال ابي عن المخطط الذي أحبط حين حاول راكب نيجيري تفجير طائرة تابعة لشركة نورث وست فوق ديترويت "هذه مجرد اهانة اضافية لتجربة السفر ككل لكنها اهانة أعتقد أن الناس اعتادوا عليها."
والمهاجم المتهم عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) متشدد اسلامي من نيجيريا وهو متهم بمحاولة اشعال متفجرات حاكها في ملابسه الداخلية.
وتغلب الركاب وطاقم الطائرة على عبد المطلب الذي يزعم أن تنظيم القاعدة في اليمن هو الذي دربه. ويوم الثلاثاء أنحى الرئيس الامريكي باراك أوباما باللائمة على "اخفاقات بشرية ونظامية" قال انها سمحت بحدوث الهجوم الفاشل.
وأمرت ادارة أمن وسائل النقل باتخاذ اجراءات أمنية اضافية على متن الرحلات الدولية القادمة الى الولايات المتحدة. وقد تشمل الخطوات زيادة الفحص عن طريق العبور من بوابات المسح الضوئي وعمليات التفتيش الذاتي وتفتيش الحقائب. فضلا عن هذا ربما يطلب الطيارون من الركاب التزام مقاعدهم في أوقات من الرحلة ووضع متعلقاتهم الشخصية في أماكن التخزين المخصصة لذلك.
وقال هابتي جبر ان التفتيش الاضافي كان أشمل تفتيش خضع له. وأضاف "هذا هو أدق تفتيش ذاتي مررت به."
وأثار الحادث اهتماما جديدا بأجهزة المسح الكلي للجسم التي يستطيع ضباط الامن بالمطارات استخدامها لرؤية ما قد يخبئه المسافرون في ملابسهم.
وأثارت هذه الاجهزة مخاوف تتصل بالصحة والخصوصية ويعتقد بعض الخبراء أن استخدامها على نطاق كبير هي وأجهزة المسح الاخرى لن يعزز بالضرورة أمن المطارات.
ويقول جيوفاني بيسينياني الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) وهو اتحاد تجاري يمثل 230 شركة للخطوط الجوية "بدلا من البحث عن الاشياء السيئة مثل قصافات الاظافر وزجاجات الشامبو الشريرة يجب أن تركز الانظمة الامنية على العثور على الاشرار. تزويد نظام قديم بأجهزة جديدة لن يحقق النتائج التي نحتاجها."
وقال بيسينياني في بيان "يوصي (اياتا) بنسبة أصغر من عمليات التفتيش الذاتي المكثفة تصاحبها تقنيات او اجراءات فحص متناسبة كوسيلة لتحقيق المتطلبات الامنية على المدى القريب وفي الوقت نفسه تقليص التأخيرات."
وتعيد حادثة يوم عيد الميلاد والاجراءات الامنية التي تبعتها للاذهان هجمات فاشلة فيما سبق أدت الى اخضاع أحذية الركاب لعمليات فحص وفرض قيود على كمية السوائل التي يستطيع الركاب اصطحابها على الطائرة.
ويشكك بعض المسافرين والخبراء في فعالية هذه القواعد خاصة عندما تستمر الاختراقات الامنية اما عمدا أو دون عمد.
ومر مراسل لرويترز كان مسافرا من اوستن في تكساس الى واشنطن العاصمة على رحلة للخطوط الجوية الامريكية يوم الاحد دون قصد بحقيبة بها سكين سويسري وعلبة أمواس حلاقة وثقاب وولاعة. وتبرز وقائع السهو الامني من هذا النوع عيوب أنظمة الفحص بالمطارات.
وسافرت كريستين باتيستا وهي مهندسة مدنية من كارلايل في ماساتشوستس الى واشنطن العاصمة يوم الاثنين بصحبة زوجها وطفليها وقالت "أعتقد أن الاجراءات التي يتخذونها في المعتاد كافية...اتخاذ اجراءات اضافية في الرحلات الداخلية سيكون مبالغة."
وقال ديفيد كاستيلفيتر المتحدث باسم اتحاد النقل الجوي ان المسافرين يكونون في أحسن حالات التقبل لاجراءات الامن المزعجة فور ان يحتل اختراق أمني عناوين الصحف.
ومضى يقول "حين تذبل ذكرى الحدث تصبح الاجراءات الامنية مصدر ازعاج وغير ضرورية... يتحتم علينا التأكيد للعملاء باستمرار أن هذا يجري من أجل سلامة الركاب وطواقمنا."
وأشار الى أن اتحاد النقل الجوي خفف من بعض القيود المضجرة على الاشياء التي يسمح للراكب باصطحابها على متن الطائرة والتي فرضت بعد هجمات 11 سبتمبر وقال انه يجري اتخاذ خطوات لتخفيف الازعاج عن المسافرين.
وقال كاستيلفيتر "اذا كنتم تتذكرون كيف كان الوضع بعد 11 سبتمبر فانظروا اليه الان. تمرون بتلك العملية عموما بسرعة الى حد كبير."
من كايل بيترسون

ليست هناك تعليقات: