الخميس، 31 ديسمبر 2009

لماذا فشل الغرب بمواجهة "الجهاديين"؟

لجينيات ـ قال الكاتب الأميركي تيم راتن إن الغرب انتصر في الحرب الباردة، وإنه يمكنه توظيف بعض خططه التي استخدمها في تلك الحرب لإلحاق الهزيمة بما سماها ظاهرة "التطرف الإسلامي".

وحذر راتن في مقال نشرته صحيفة لوس أنجلوس الأميركية من توظيف من سماهم "السلفيين الإسلاميين" لشبكة الإنترنت لغير الأغراض التي وجدت من أجلها، موضحا أن تنظيم القاعدة وأنصاره المتنقلين في العالم يستخدمون الشبكة المعلوماتية في الدعاية والتثقيف بفكرهم وتجنيد العناصر والاتصالات الميدانية.

ومضى الكاتب إلى أن عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاول تفجير طائرة أميركية فوق ديترويت في يوم عيد الميلاد كان قد "تحول إلى السلفية" في لندن وليس في مسقط رأسه نيجيريا، قبل أن ينتقل إلى اليمن حيث تلقى تدريباته لتنفيذ العملية.

وأضاف أن هناك تشابها كبيرا بين صراع الغرب مع القاعدة وصراعه مع الاتحاد السوفياتي السابق إبان الحرب الباردة، باستثناء فرق واحد واضح على الأقل يتعلق بالجبهة الفكرية الثقافية.

جبهات إستراتيجية

وقال الكاتب إن انتصار الغرب في الحرب الباردة انبنى على ثلاث جبهات إستراتيجية هي احتواء طموحات السوفيات عبر الوسائل العسكرية، وثانيها عبر التنافس الفكري من خلال الثقافة والأدب والفلسفة لكسب ود القلوب والعقول، مضيفا أن العامل الثالث تمثل في نشر الديمقراطيات الغربية في بعض دول الكتلة الشرقية في الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.

ومضى الكاتب إلى أنه بالرغم من أن الغرب يحاول السيطرة على "الجهاديين" عبر الوسائل العسكرية كما هو حال في حربه على أفغانستان والحرب الأميركية السرية ضد القاعدة في المناطق القبلية اليمنية، فإنه فشل بشكل كبير على الجبهة الفكرية والثقافية.

وأوضح راتن أن معظم اللكمات المدمرة التي وجهها الغرب لما سماها "الاستبدادية السوفياتية" كانت عبر أيادي كتـّابه ومؤلفيه وأدبائه.

وتساءل الكاتب عن دور النقاد والمفكرين الغربيين ودور النشر الغربية في دعم ما سماها "أصوات العالم الإسلامي المعتدل"؟ وأين دورهم في كسب ود قلوب وعقول الإسلاميين، مستهجنا كون معظم "الجهاديين" كانوا قد عاشوا أو تعلموا في البلدان الغربية نفسها.

وأشار راتن إلى أن عمر فاروق عبد المطلب قد تخرج من جامعة بريطانية وأن خالد شيخ محمد قد تخرج من جامعة أميركية، وأن محمد عطا قد تخرج من جامعة ألمانية، مضيفا أن "فكر الجهاديين" -ممثلا في هؤلاء الرجال- إنما يرفض الديمقراطية والحداثة والمجتمع المتحرر، على حد قوله.

وكالات


ليست هناك تعليقات: