وبدأت العاصمة الصينية بكين أسبوع العمل بعد موجة من البرد القارس وبعد أن غطت الثلوج العاصمة والمدن المحيطة بها في مطلع الاسبوع مما أصاب الطرق السريعة بالشلل وأدى لالغاء عشرات الرحلات الجوية.
ومع امتداد موجة البرد شرقا تعرضت يوم الاثنين مناطق في شبه الجزيرة الكورية الى تساقط كثيف للثلوج مما ادى الى اختناقات في ذروة الحركة المرورية في العاصمة سول حيث ألغى مطار جيمبو الرئيسي كل الرحلات الداخلية.
كما وردت تقارير عن مقتل العشرات بعد أن اجتاحت موجة البرد شمال الهند خلال مطلع الاسبوع.
وفي الصين لا يوجد حتى الان ما يشير الى ان موجة البرد ستؤدي الى حالة الارتباك وانقطاع الكهرباء الذي استمر اسابيع في بعض اجزاء جنوب الصين خلال موجة برد ثلجية غير معتادة في عام 2008 .
لكن برودة الطقس يمكن ان ترفع اسعار المواد الغذائية بشكل مؤقت بسبب تعطل الشحنات وتضرر الصوبات الزراعية كما قد تؤدي الى تأخير الرحلات الجوية وعرقلة بعض الاعمال التجارية في بكين ومدن اخرى لبضعة ايام. لكن يي شيان رونغ وهو اقتصادي بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين لا يتوقع حدوث اضرار كبيرة.
وقال "لن يكون لهذا اي أثر. انها محدودة ومحلية. في الواقع تساقط الثلوج قد يكون ايجابيا للزراعة في شمال الصين الذي يعاني من الجفاف عادة...ذوبان الجليد سيساعد في ري المحاصيل في الربيع."
واعتادت بكين في العقود الاخيرة أن يكون فصل الشتاء أقل برودة وخاليا من الثلوج في معظمه. وقالت قناة اخبارية تلفزيونية محلية ان تساقط الثلوج على العاصمة خلال مطلع الاسبوع هو الاكثف منذ عام 1951 عندما بلغ ارتفاع الثلوج ما يصل الى 20 سنتيمترا في أقصى شمال المدينة قرب سور الصين العظيم.
ومن المتوقع استمرار الموجة الباردة في شمال الصين خلال الجزء الاول من الاسبوع. وحذر المكتب الوطني للارصاد الجوية من ان درجات الحرارة في اقصى شمال البلاد قد تهبط الى نحو 32 درجة مئوية تحت الصفر.
كما من المتوقع أن تبلغ درجة الحرارة في بكين نحو عشر درجات تحت الصفر نهارا مع تزايد البرودة أثناء الليل لتهوي الى مستوى قياسي منخفض لم يسجل منذ عقود.
وقال مسؤولو الارصاد الجوية في كوريا الجنوبية الذين يحتفظون بسجلات ما يصل الى نحو 70 عاما ان تساقط الثلوج على سول سجل رقما قياسيا ليوم واحد بلغ 25.6 سنتيمتر وان ذلك من الممكن ان يزداد.
وتسببت الثلوج في تعطيل النقل البري في كوريا الجنوبية لكن محللين استبعدوا أن تلحق أي أضرار كبيرة برابع أكبر اقتصاد في اسيا.
وقال بارك سوك هيون محلل السوق لدى كيه.تي.بي سيكيوريتيز في سول انه لا توجد تداعيات اقتصادية تذكر حتى الان فيما يبدو.
لكنه أضاف "اذا استمر تساقط الثلوج وبدأ يؤثر على الانشطة الاقتصادية في الصين والمناطق الاخرى فربما يؤثر ذلك الطقس سلبا على المعنويات."
ونظرا لتغطية الثلوج للطرق الرئيسية في سول أقبل المواطنون على استخدام مترو الانفاق بالعاصمة الكورية الجنوبية مما أدى الى تأخير القطارات وازدحام الارصفة بشكل كبير.
وتأجل اجتماع لمجلس الوزراء الكوري الجنوبي لان الوزراء لم يستطيعوا الوصول الى مقر الاجتماع بسبب الثلوج. ووقعت حوادث طفيفة في طرق كوريا الجنوبية وألغيت أو أجلت أكثر من 100 رحلة بمطار انتشيون بالعاصمة.
ووفرت شركات الطيران في مطار بكين الرئيسي 100 رحلة اضافية يوم الاثنين للمساعدة في نقل الركاب العالقين لكن مازالت مئات الرحلات اما تتأخر لوقت طويل أو تلغى.
وقال مسؤول بالمطار لرويترز بالهاتف "ستعود الرحلات لجدولها الطبيعي مساء اليوم."
ويمكن ايضا ان تؤدي موجة البرد الى الضغط على امدادات الغاز والفحم. وأدى الطقس البارد غير المعتاد في الشهرين المنصرمين الى نقص في امدادات الغاز في الوقت الذي ناضلت فيه شبكات التوزيع لتلبية الطلب.
وقالت وزارة النقل الصينية ان أجزاء من الطرق السريعة حول بكين ومدينة تيانجين الساحلية القريبة والاقاليم المجاورة بما فيها اقليم شانشي منتج الفحم الكبير مازالت مقطوعة صباح يوم الاثنين.
وخلت أحياء التسوق في بكين التي تزدحم عادة بالمتسوقين كما خفت الحركة في الطرق التي تشهد ازدحاما عادة.
وذكرت تقارير اعلامية في الهند ان 60 شخصا على الاقل لقوا حتفهم خلال مطلع الاسبوع نتيجة برودة الطقس في شمال وشرق البلاد.
وغطى ضباب كثيف نيودلهي خلال الايام القليلة الماضية مما اضطر سلطات المطارات الى الغاء أو تأجيل عشرات الرحلات من العاصمة كما تعطلت القطارات أيضا.
من كريس بكلي وكريستين كيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق