الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

جورجيا قد تتسبب في حدوث خلاف بين الحلف الأطلسي وأوروبا

أعلن ياب دي هوب شيفر، أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال زيارته لجورجيا عن عدم موافقته على خطة لتسوية النزاع بين روسيا وجورجيا اتفق عليها الرئيس الروسي ميدفيديف والرئيس الفرنسي ساركوزي رئيس الاتحاد الأوروبي حاليا.

واعتبر المراقبون ذلك مؤشرا على وجود تناقضات بين الاتحاد الأوروبي والناتو حول المسألة الجورجية.

ويرى المحلل الإستراتيجي الروسي الكسندر كونوفالوف أن الاتحاد الأوروبي يتضامن في حقيقة الأمر مع الولايات المتحدة ولكنه اضطر إلى تليين موقفه حتى لا تصل محادثات ساركوزي مع الرئيس الروسي إلى طريق مسدود. وتمكن ساركوزي من إقناع ميدفيديف بإزالة النقاط الأمنية الروسية في الأراضي الجورجية، إلا أنه تجنب التطرق إلى مسألة وجود قوات روسية في جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين لم تعترف أوروبا بوجودهما حتى الآن.

ورأى الخبير السياسي الروسي سيرغي كاراغانوف أن ما قام به أمين عام الناتو لا يعدو كونه مجرد تحرك سياسي لمجاملة جورجيا بعد أن بات واضحا أنه لا يمكن أن تصبح جورجيا عضوا في الحلف طالما استمر نزاعها مع جيرانها. وفي ظنه فإن الناتو هو الطرف الخاسر لأنه وجد نفسه خارج نطاق الجهود المبذولة لإنهاء هذا النزاع. وفي كل الأحوال لا يتوقع الخبير أن يؤدي ذلك إلى شق عميق في الصف الأطلسي - الأوروبي.

ويرى الباحث نيكولاي زلوبين من المعهد الأمريكي للدراسات الأمنية الدولية أن الوضع القائم لا يرضي الأمريكان ولا الأوروبيين ولا الروس. صحيح أن روسيا هي الطرف الرابح نسبيا، ولكن لا يمكن أن ترضى موسكو عن قطع التعاون التكنولوجي مع واشنطن كما لا يمكن أن ترضى بتحميلها عبء تغطية النفقات العسكرية لجمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وبالتالي لا بد من البحث عن حل يرضي الطرف الروسي والأمريكي والأوروبي، وهو حل يتطلب تنازلات من كل الأطراف. ويمكن أن تسمح روسيا، مثلا، بنشر مراقبين دوليين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بينما يمكن أن يعطي الغرب ضمانات أمنية لهاتين الجمهوريتين أو يعترف باستقلالهما عن جورجيا.

("نوفييه ازفستيا" 16/9/2008 - وكالة نوفوستي)

ليست هناك تعليقات: