الاثنين، 15 سبتمبر 2008

حلف الاطلسي ينتقد اتفاق سحب القوات الروسية من جورجيا

فليس (رويترز) - صرح الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر يوم الاثنين بأن الاتفاق الذي توسط فيه الاتحاد الاوروبي لانسحاب القوات الروسية من جورجيا غير مقبول ويصعب استيعابه لانه يقدم تنازلات كثيرة لموسكو.

وأدلى دي هوب شيفر بتصريحاته في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز قبل ساعات من رئاسته بعثة للحلف تزور جورجيا في لفتة تأييد لهذه الدولة الطامحة للانضمام الى الحلف بعد هزيمتها على يد روسيا الشهر الماضي.

وأضاف أنه سمح لروسيا بالاحتفاظ بوجودها العسكري داخل اقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا مما يتعارض مع خطة سابقة توسطت فيها فرنسا التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي التي طالبت بعودة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل الحرب.

وقال دي هوب شيفر "اذا بقى الروس في أوسيتيا الجنوبية بقوات كثيرة لن أعتبر ذلك عودة الى الأمر الواقع (قبل الحرب)."

وأضاف "خيار ابقاء القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا غير مقبول."

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد قال الأسبوع الماضي بعد الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي ان موسكو ستنشر نحو 7600 جندي في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا أي أكثر من ضعف العدد الذي كان لديها في الاقليمين قبل الحرب في أغسطس اب الماضي.

وقال دي هوب شيفر "دعني أقول أن (بيان لافروف) من الصعب قبوله للغاية."

وأثار تدخل روسيا في جورجيا ادانة دولية على نطاق واسع وزاد من القلق بشأن الاستقرار في منطقة القوقاز ككل بوصفها نقطة عبور للنفط والغاز القادم من بحر قزوين الى الغرب متفاديا روسيا.

لكن الدول الغربية تجنبت فرض عقوبات على موسكو وذلك الى حد ما لان روسيا هي بالنسبة لكثيرين المورد الرئيسي للطاقة.

وفي بروكسل سيسعى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لمواصلة الضغط على روسيا لسحب قواتها من جورجيا باقرار خطط لارسال ما لايقل عن 200 مراقب لوقف اطلاق النار الشهر المقبل.

وتنظر تفليس الى انعقاد الجلسة الأولى للجنة حلف شمال الاطلسي وجورجيا على أنها التزام بعضويتها في الحلف مستقبلا لكن البعض يرى أن الاجتماع ليس سوى مجرد وسيلة لتغطية الانقسامات داخل الحلف حول قضية التوسع في الاتحاد السوفيتي السابق.

وغضبت موسكو بسبب تعهد الحلف بضم جورجيا وأوكرانيا الى عضويته وتتخذ بعض الدول الغربية على رأسها فرنسا وألمانيا موقفا حذرا من معاداة موسكو بشأن هذه القضية.

وقال جورجي باراميدزه وزير التكامل الاوروبي في جورجيا " يمثل هذا الاجتماع دعما وتعميقا للعلاقات بين جورجيا والحلف وهو مؤشر خطير للغاية ورد فعل للعدوان الروسي على جورجيا."

وجاءت فكرة تشكيل تلك اللجنة بعد التدخل الروسي كوسيلة لدعم العلاقات مع تفليس.

ويتزامن اجتماع الحلف مع زيارة يقوم بها لافروف لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهما منطقتان انفصاليتان في جورجيا اعترفت بهما موسكو كدولتين مستقلتين في تحد للغرب.

وتوغلت القوات الروسية داخل جورجيا بعد صد هجوم شنه الرئيس الجورجي الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي لاعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية بالقوة وانتزاعها من أيدي الانفصاليين الموالين لموسكو.

وانسحبت بعض القوات الروسية من المنطقة الواقعة حول ميناء بوتي الجورجي في البحر الاسود يوم السبت الماضي قبل يومين من الموعد النهائي وهو 15 سبتمبر أيلول المحدد للمرحلة الاولى لانسحاب القوات الروسية.

لكن المزيد من القوات مازالت هناك وتسيطر على "المناطق الأمنية" حول اقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ووافقت روسيا على سحب قواتها بحلول العاشر من أكتوبر تشرين الاول المقبل لكنها تقول أنها ستبقي القوات المقرر نشرها والبالغ عددها 7600 جندي في الاقليمين الانفصاليين لأجل غير مسمى.

وسحب القوات من المناطق الأمنية مشروط بنشر قوة دولية من المراقبين لوقف اطلاق النار تضم قوة تابعة للاتحاد الاوروبي قوامها 200 جندي.

من مات روبنسون

ليست هناك تعليقات: