الأحد، 21 سبتمبر 2008

أوروبا تتراجع أمام روسيا والصين في قضايا حقوق الانسان

بروكسل (رويترز) - تقول دراسة إن الاتحاد الاوروبي يتراجع في قضايا حقوق الانسان في الامم المتحدة أمام الصين وروسيا اللتين تعارضان أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ويحث التقرير الذي نشر قبيل جلسة قادة الدول في الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاسبوع الاتحاد المكون من 27 دولة على الاستعانة باتفاقيات التجارة والمعونة مع الدول الافريقية ودول الكاريبي والمحيط الهادي لاعادة تكوين نفوذ.

وكتب ريتشارد جوان وفرانزيسكا برانتنر من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية وهو مركز للابحاث "يعاني الاتحاد الاوروبي من أزمة بطء الوتيرة في الامم المتحدة."

ورغم إن الاوروبيين هم إجمالا أكبر مانحي المعونات في العالم والممولون الرئيسيون لبرامج الامم المتحدة فانهم منوا بهزائم في كوسوفو وميانمار والسودان وزيمبابوي في العام الاخير وفقدوا السيطرة على مجلس حقوق الانسان.

وتظهر تحليلات لعشر سنوات من إحصائيات التصويت في الامم المتحدة إن الاتحاد الاوروبي فقد التأييد المنتظم لواحد وأربعين حليفا سابقا في التصويتات الخاصة بقضايا حقوق الانسان معظمها في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وتراجع التأييد لمواقف الاتحاد الاوروبي مما يزيد على 70 في المئة في أواخر التسعينات الى نحو 50 في المئة في العامين الاخيرين.

وكان الميل لتأييد المواقف الصينية والروسية في التصويتات نفسها معاكسا تماما تقريبا حيث قفز من نحو 50 في المئة قبل عشر سنوات الى نحو 74 في المئة للصين و76 في المئة لروسيا في الجلسة الاخيرة للجمعية العامة.

ويقول مؤلفا الدراسة "لا يعكس ذلك التزاما واضحا فحسب للسيادة بل مهاراتهما الدبلوماسية في إدارة نظام الامم المتحدة."

ويوضحان إن الخلافات بين الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة على حقوق الانسان والغزو الذي قادته الولايات المتحدة والتي دفعت الاوروبيين الى الامتناع عن تأييد ترشيح واشنطن لمجلس حقوق الانسان أضعفت موقف الغرب.

وقال الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري وهو وسيط قديم في الامم المتحدة والرئيس المشارك للمجلس الاوروبي لحقوق الانسان "كانت الامم المتحدة في لب رؤية الاتحاد الاوروبي لتعددية فاعلة لكن الاتحاد الاوروبي فشل اجمالا في تبني اتجاهات قوة جديدة وفي بناء تحالفات فاعلة."

وأضاف "إذا أراد أن يحتفظ بنفوذه حول العالم فليس أمام الاتحاد الاوروبي من خيار سوى تطوير سبل جديدة للفوز بالاصوات."

ويوضح المؤلفان إن الاتحاد الاوروبي قد يبني على استراتيجية العمل الفرنسية والبريطانية عبر التجمعات الفرانكفونية وتجمعات الكومنولث وإنشاء مجموعة مع الدول الافريقية ودول الكاريبي والمحيط الهادي في الامم المتحدة.

ليست هناك تعليقات: