الخميس، 9 أكتوبر 2008

فتح تتهم حماس بالمماطلة في محادثات المصالحة

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مسؤول كبير في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس ان الاسلاميين في غزة يماطلون بشأن خطة مصرية للمصالحة بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية.

وفي تعليق على تصريحات مسؤولي حماس الذين اجتمعوا مع وسطاء مصريين في القاهرة يوم الاربعاء رفض عزام الأحمد رد فعل حماس الذي قبل بصفة عامة الاقتراح المصري بتشكيل حكومة وحدة من التكنوقراط لقطاع غزة قائلا انه يهدف فقط الى كسب مزيد من الوقت حتى ترسخ الحركة الاسلامية سيطرتها على القطاع الساحلي.

ولا يدع هذا الرد من جانب فتح التي تهيمن على الضفة الغربية المحتلة مجالا كبيرا للأمل في حدوث انفراجة في اجتماع مزمع للفصائل الفلسطينية في القاهرة الشهر المقبل لانهاء الانقسام بين الحركتين الذي تسبب في شل حركة عباس في المحادثات التي تشرف عليها الولايات المتحدة مع اسرائيل ويعطل جهود اقامة دولة فلسطينية.

وقال الأحمد لاذاعة صوت فلسطين ان تصريحات حماس في القاهرة تكشف عن محاولة المناورة لكسب الوقت. وجاء تصريحه بعد يوم من تصريحات لحماس قالت فيها انها تتفق مع "الرؤية" التي قدمها لها يوم الاربعاء مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان.

وأضاف الأحمد أن مسؤولي حماس لاتزال لديهم أوهام بان باستطاعتهم فرض إرادتهم على الاخرين بجعل غزة كيان مستقل تحت قيادتهم.

ورغم الجمود قال مصدر قريب من المحادثات لرويترز ان موسى ابو مرزوق رئيس مفاوضي حماس اجتمع يوم الخميس مع نبيل عمرو وهو مسؤول كبير في حركة فتح مقيم في القاهرة.

ويعيش في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية تحت قيادة فتح وعباس 2.5 مليون فلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي. وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ ان هزمت قوات فتح عام 2007 يعيش 1.5 مليون فلسطيني تحت الحصار الاسرائيلي.

ويريد عباس اقرار السلام مع اسرائيل مقابل اقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء. اما حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2006 ورأست الحكومة الفلسطينية حتى اقتتالها مع فتح في غزة العام الماضي فترفض الاعتراف بالدولة اليهودية.

وطلبت حماس ضمن مطالب أخرى ان تصبح عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية وهي معقل لفتح منذ أيام الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

لكن كثيرين من حلفاء عباس يبدون عازمين على عزل حماس وتحميل الاسلاميين فقط مسؤولية فشل عملية المصالحة التي تدعمها جامعة الدول العربية.

وقال الاحمد ان حماس لا تملك حق النقض (الفيتو) على الخطة المصرية التي وافق عليها 12 فصيلا فلسطينيا في منظمة التحرير.

وإعادة قطاع غزة الى السلطة الفلسطينية مهمة للغاية لعباس لنيل المصداقية كزعيم فلسطيني. لكن مهادنة حماس يمكن أن تضر بمفاوضاته مع اسرائيل ودعم القوى الغربية له.

وقال أبو مرزوق يوم الاربعاء ان حماس متفقة مع الاقتراح المصري الخاص بتشكيل حكومة وحدة فلسطينية مع فصائل أخرى من بينها فتح. وقال أبو مرزوق في مؤتمر صحفي ان هذا الاقتراح قد يمهد الطريق لانهاء الازمة الفلسطينية وان اجتماعات أُخرى ستعقد هذا الشهر.

لكن الأحمد قال ان أي اقتراح لتشكيل لجان غير محكومة بجدول زمني هو ببساطة محاولة للمماطلة. واضاف ان المسؤولين المصريين يريدون موافقة كاملة على خطتهم قبل ان تلتقي الفصائل الفلسطينية وجها لوجه لمناقشة التفاصيل.

وقال انه بعد ان تقبل حماس الورقة المصرية ستقبل فتح تشكيل اللجان لمناقشة التفاصيل.

من دوجلاس هاملتون

ليست هناك تعليقات: