الخميس، 2 أكتوبر 2008

روسيا تستضيف المستشارة الالمانية لاصلاح العلاقات الثنائية

سان بطرسبرج (روسيا) (رويترز) - قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يستضيف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مسقط رأسه يوم الخميس ان الشراكة بين البلدين استمرت حتى بعد التوترات التي سببتها الحرب مع جورجيا في أغسطس آب.

وقال خلال (حوار سان بطرسبرج) السنوي "أظهرت مشاوراتنا نضج الشراكة الروسية الالمانية والقدرة على اصغاء الشريك الى شريكه والاخذ في الاعتبار مصلحة كل منا لدى الاخر رغم الخلافات."

وتعتبر روسيا المحادثات خلال هذا التجمع السنوي للساسة ورجال الاعمال من البلدين فرصة طيبة لمحاولة استئناف التعاملات التجارية " كالمعتاد" مع كبار الشركاء الاوروبيين الذين أدانوا العملية العسكرية الروسية في جورجيا.

ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين ميدفيديف وميركل التي تأتي بعد الاجتماع الذي حضراه على تنمية الروابط الاقتصادية بما في ذلك مشروع خط أنابيب لتوصيل الغاز من سيبيريا الى أوروبا تحت بحر البلطيق.

وكان أبرز حدث خلال هذا التجمع هو التوقيع على اتفاق بين جازبروم التي تحتكر الغاز في روسيا وشركة (اي. اون) الالمانية لمقايضة الاصول.

وعلى الرغم من اتفاقات الطاقة ما زالت التوترات قائمة بسبب غزو روسيا لجورجيا.

وقالت ميركل "نعتبر رد فعل روسيا (في جورجيا) مبالغا فيه" وأضافت أنه لابد من اعادة بناء الثقة.

والمانيا هي أكبر شريك تجاري لروسيا ومن المتوقع أن يبلغ حجم التعاملات التجارية بين البلدين هذا العام 60 مليار دولار. ولكن العلاقات تضررت بشدة في أغسطس آب عندما أرسلت روسيا قوات الى جورجيا مما أثار ادانة كل الدول الغربية.

وقال ميدفيديف ان على روسيا والمانيا التعاون للتغلب على الازمة المالية العالمية واعادة تصميم الاقتصاد العالمي الذي يدور في فلك الولايات المتحدة.

وأضاف "المشكلات المرتبطة بالازمة (المالية) تفوق كل شيء.. المشكلات الاخرى تراجعت... أظهرت الاحداث أن زمن هيمنة اقتصاد واحد وعملة واحدة قد ولى."

وأردف قائلا "هناك حاجة لمجهود جماعي لمواجهة الازمة التي سببها الغرور المالي" بالولايات المتحدة.

وكثفت روسيا من التصريحات المنتقدة للولايات المتحدة بعد محاولة واشنطن تشجيع الاتحاد الاوروبي على الحد من الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة.

وخط أنابيب الغاز مشروع مثير للجدل. وتقول روسيا وألمانيا انه سيزيد من امدادات الغاز الى أوروبا وسيجعلها أقل اعتمادا على دول "ترانزيت" مثل أوكرانيا والتي يحتمل أن يثير التعامل معها بعض المشكلات.

ولكن بعض الدول الاوروبية بما في ذلك بولندا ودول البلطيق تقول ان المشروع يتناقض مع سياسة الاتحاد الاوروبي القائمة على تنويع مصادر الطاقة.

وقال مصدر في الكرملين "يعتزم الجانبان بحث الدعم السياسي لخطة بناء نظام نقل الغاز عبر الحدود."

وانتقدت ميركل بشدة حرب روسيا مع جورجيا التي بدأت بعد أن شنت تفليس هجوما عسكريا لاستعادة اقليم أوسيتيا الجنوبية الساعي للانفصال.

ولكن المستشارة الالمانية أيدت اتفاقا توسط فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووافقت روسيا بموجبه على الانسحاب من الاراضي الجورجية بحلول العاشر من أكتوبر تشرين الاول في الوقت الذي ينشر فيه الاتحاد الاوروبي مراقبين هناك.

وقال ميدفيديف يوم الاربعاء ان روسيا ستفي بوعدها في الوقت المحدد. وقال كبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي ان استعداد موسكو للالتزام بخطة ساركوزي ساعد على استئناف المحادثات بشأن معاهدة تعاون بين روسيا والاتحاد الاوروبي.

وتقول موسكو انها كان يتعين عليها أن ترسل قوات الى جورجيا لتجنب اراقة الدماء في المنطقة التي تنفذ فيها مهمة لحفظ السلام منذ أوائل التسعينات.

وتسعى روسيا جاهدة لاظهار أن الادانة الغربية لحرب جورجيا لم تسفر عن عزلها في أوروبا. وفي الشهر الماضي أجرى رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا فيون محادثات في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود.

من أوليج شدروف

ليست هناك تعليقات: