الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

اغتيال صالح العريضي يفشل في نسف المصالحة

أرسلان: وحدة جبل لبنان والتعاون مع جنبلاط هو الرد على الجريمة

مواطنون أمام حطام السيارة في بيصور (كونا)
مواطنون أمام حطام السيارة في بيصور (كونا)
بيروت – نبيه البرجي والوكالات:
اثار اغتيال القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح فرحان العريضي في بلده بيصور في قضاء عالية ردود فعل مستنكرة على جميع الصعد، اذ ان امتداد مسلسل الاغتيالات الى قضاء عالية وللمرة الاولى يحمل كثيراً من المآرب والدوافع الرامية لنسف المصالحة التي جرت في الجبل خلال الربيع الفائت، كما ان الجريمة تأتي بعد التوصل الى مصالحة في طرابلس والشمال، وقبل ايام من موعد الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا.
واكد وزير الرياضة والشباب الامير طلال ارسلان بعد زيارة منزل العريضي ان هذه الجريمة ستزيد من وحدة وصلابة ابناء الجبل.
والقتيل هو اليد اليمنى للوزير ارسلان، وكان يعتبر دينامو الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرأسة هذا الاخير، كما عرف بأنه «رجل التنسيق» مع الحزب التقدمي الاشراكي، و«حزب الله» وصولاً الى دمشق، ما يعني ان الذي استهدفه اراد توجيه «طعنة في القلب» كما قال القيادي في الحزب زياد شويري.

جنبلاط: يريدون ضرب المصالحة
وإذ فسرت عملية الاغتيال بانها محاولة لاثارة فتنة درزية، فان اجواء المصالحة الاخيرة بين الزعيمين الدرزيين النائب وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان ابقت الجريمة «داخل حدودها»، واذ كان ارسلان خارج البلاد وعاد أمس، فقد سار جنبلاط متوجها إلى بلدة بيصور (ومنها وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي)، ليقف إلى جانب والد الضحية، واصفا صالح العريضي بانه «بطل من ابطال المقاومة العربية الوطنية اللبنانية الذي وقف مع أهل بيصور أم الشهداء، والاحزاب الوطنية، الشيوعي والقومي والتقدمي والارسلاني مع أمل، ولم يكن حزب الله قد وجد بعد، والمجاهدين في مواجهة المشروع الانعزالي والمخطط اليهودي الصهيوني».
ولاحظ «ان هناك متضرراً من هذه المصالحة بيننا، وهذه المصالحة بيني وبين الأمير طلال ارسلان، ومن المصالحة في طرابلس، ومن الكلام الايجـــــابي هنا وهناك بين سعد الحريري وحسن نصرالله». وعقد اجتماع موسع في قاعة خلية البلدة حضره جنبلاط وفاعليات حزبية، فضلاً عن الشيخ فرحان العريضي، تم فيه التأكيد على وحدة الصف، فيما كان بعض من في الحشد في الخارج يهتف ضد «اليهود» على انهم وراء الاغتيال.

إرسلان: الرسالة وصلت.. ووحدة الجبل أقوى

وامس الخميس، وفور عودته من خارج لبنان، توجه وزير الرياضة والشباب ارسلان إلى بيصور لتقديم واجب التعزية، معلناً ان «الرسالة وصلت إلى كل الجبل وإلى الحزب الديموقراطي اللبناني وإلى كل البنانيين»، مؤكدا ان عملية الاغتيال هذه ستزيد من وحدة وصلابة ابناء الجبل.
وأكد التعاون والتنسيق مع النائب جنبلاط قائلاً إن «ما بدأناه في السابع من مايو سنستمر فيه لحفظ كرامة هذا الجبل وهذا الوطن».
واستذكر ارسلان كلاما للشيخ العريضي عندما نبه من امرين «عدم المخاطرة مع سوريا، وعروبة الجبل وحفظ المقاومة» قائلاً ان «الشيخ صالح هو شهيد المقاومة ووحدة الجبل».
وقال ان «الاختلاف السياسي مشروع، ولكن الفتنة والانقسام العشائري والتخلف والتقوقع غير مشروع».
وإذ اقر ارسلان بان هناك اختلافا سياسيا في كل لبنان، أكد ان هذا الاختلاف يجب الا يؤدي إلى حرب اهلية، «اذا ضرب الجبل ضرب كل لبنان بكل طوائفه».
وقال ان طائفة الموحدين الدروز «كتب لها التضحية والمواقف الصعبة والحفاظ على هوية لبنان والدروز في هذا الشرق».
ودعا ارسلان مجلس الوزراء إلى احالة الجريمة على المجلس العدلي، مؤكدا ان «كشف الفاعل هو الإداة لحماية لبنان وليس لحماية الجبل فقط»، واصفا عملية الاغتيال بانها «ضربة سياسية بامتياز» تستهدف الوحدة والعيش المشترك في الجبل.

تسعة جرحى
في التفجير.. وأضرار في المنازل

حدثت عملية الاغتيال بزرع عبوة ناسفة في سيارة الضحية، وان اشارت معلومات اخرى إلى زرعها إلى جانب السيارة وتفجيرها عن بعد حوالي الساعة العاشرة من مساء الأربعاء.
وأدى التفجير إلى إلحاق أضرار بالمنازل المجاورة، فيما أصيب تسعة أشخاص هم رياض العريضي، باسم أيمن ملاعب، رامي فادي خداج، سليم وسيم العريضي، نوال حمد صبح، غسان زين وابراهيم رياض العريضي، ونوال العريضي وسلمى العريضي.

مقتل لبناني
و3 سوريين بانفجار شحنة متفجرات عند الحدود

اعلن مصدر امني ان مواطنا لبنانيا وثلاثة سوريين قتلوا عندما انفجرت شحنة مفرقعات خلال عملية تهريب في شرق البلاد عبر الحدود بين لبنان وسوريا.
واوضح المصدر انه في «الخامسة من صباح الخميس، وفيما كانت سيارتا بيك آب تتبادلان تهريب البضاعة على الحدود، الاولى محملة بالمفرقعات من الحجم الكبير والثانية بالمواد الغذائية، انفجرت المفرقعات الموجودة في احداهما ما ادى الى مقتل لبناني وثلاثة سوريين».
ولا توجد نقطة عبور رسمية في المنطقة التي وقع فيها الحادث.
وكان تقرير للامم المتحدة صدر اواخر الشهر الماضي عن بعثة مختصة بتقييم حال الحدود افاد بان عمليات تهريب الاسلحة لا تزال ناشطة.
واكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قرر تشكيل لجنتين لتقويم الوضع عند الحدود اثر صدور القرار الدولي 1701 الذي انهى في اغسطس 2006 نزاعا عسكريا استمر 33 يوما بين اسرائيل وحزب الله.

تنديد أميركي بالجريمة
واشنطن ـ كونا ـ أدانت الولايات المتحدة اغتيال صالح العريضي، وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك ان بلاده تبدي قلقها البالغ ازاء اعمال العنف وتدين تفجير السيارة، داعية كل الاطراف اللبنانية الى احترام القانون.





جنبلاط يتحدث في منزل الشيخ العريضي (رويترز)

ليست هناك تعليقات: