الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

تشاؤم أميركي إزاء تأثيرات الأزمة الاقتصادية على الرئيس الجديد




طغت نبرة من التشاؤم على الصحف الأميركية الصادرة اليوم الثلاثاء داعية القادة والمشرعين في العالم لإيلاء الأزمة الاقتصادية العالمية اهتماما أكبر, فيما لا تبدي تفاؤلا بما ستتمخض عنه اجتماعات القمة الدولية التي ستعقد منتصف الشهر الجاري, ويساورها القلق على الرئيس الأميركي القادم من تداعيات الأحداث التي تعصف بالأسواق وما تنطوي عليه من تحديات.

البطة العرجاء

"
مشكلة بوش الكبرى تكمن في افتقاره التام للمصداقية عندما يتعلق الأمر بالقضية المركزية المتمثلة في كيفية تنظيم أسواق المال المحلية والعالمية لتجنب وقوع مثل هذه الكارثة مرة أخرى
"
نيويورك تايمز

وقد أجمعت الصحف الرئيسية على وصف اجتماعات عشرين زعيم دولة في واشنطن بأنها قمة "البطة العرجاء", وهي صفة تطلق على صاحب المنصب الذي يواصل النهوض بأعباء وظيفته خلال الفترة الانتقالية التي تعقب إجراء الانتخابات وتسبق تولي الفائز لتلك المهام, في إشارة إلى الوضع الذي يمر به الرئيس جورج بوش حاليا.

وتصف صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الكونغرس الأميركي بأنه هو الآخر "بطة عرجاء" في هذه الآونة وتشدّد على ضرورة أن ينهض بواجباته لمنع انزلاق البلاد إلى فترة ركود "عميقة".

وترى صحيفة نيويورك تايمز من جانبها أن بوش سيكون هو "أكثر البطات عرجا" في القمة القادمة على حد تعبيرها. كما أن مشكلته الكبرى تكمن في افتقاره التام للمصداقية عندما يتعلق الأمر بالقضية المركزية المتمثلة في كيفية تنظيم أسواق المال المحلية والعالمية لتجنب وقوع مثل هذه الكارثة مرة أخرى.

وتمضي إلى القول إن بوش –الذي ستنقضي ولايته رسميا بعد شهرين فقط- لن يكون على سدة الحكم لإدخال التعديلات المقترحة أو التي يوافق عليها.

وتخلص إلى القول إن الرئيس الجديد للولايات المتحدة -الذي سيرث دولة مثقلة بالديون معتمدة على النفط, ومصدرة للأزمة المالية السائدة- لن يكون في وضع يمكنه من إملاء شروطه على بقية العالم.

الركود الأسوأ

"
شركات تصنيع السيارات أعلنت الاثنين المنصرم تدنيا مريعا في مبيعات السيارات والشاحنات الخفيفة لأكتوبر/تشرين الأول إذ انخفضت مبيعات جنرال موتورز بمعدل 45% مقارنة بعدد السيارات المبيعة في العام الماضي
"
وول ستريت جورنال

ولم تشأ صحيفة وول ستريت جورنال أن تشذ عن هذا الإجماع فبدت أكثر تشاؤما من نظيرتيها, ودعمت وجهة نظرها بالأرقام والإحصائيات.

ومع توالي تدفق الأخبار "الفظة" –كما تضيف الصحيفة- قبيل حلول موعد انتخابات الرئاسة, فإن الفائز فيها سيتعرض لضغط متزايد لكي يطبع السياسة الاقتصادية الأميركية بطابعه قبل تنصيبه بكثير في 20 يناير/كانون الثاني.

وقالت إن شركات تصنيع السيارات أعلنت الاثنين المنصرم تدنيا مريعا في مبيعات السيارات والشاحنات الخفيفة أكتوبر/تشرين الأول إذ انخفضت مبيعات جنرال موتورز بمعدل 45% مقارنة بعدد السيارات المبيعة في العام الماضي. وتراجعت مبيعات شركة فورد موتور بنسبة 30%, فيما تدنت مبيعات شركة تويوتا 23%.

وقد أدت المصاعب التي تعاني منها صناعة السيارات إلى تراجع آخر في مجمل الإنتاج الصناعي حيث يشير معهد إدارة التموين الأميركي إلى انخفاض مؤشر النشاط الصناعي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أدنى مستوى له في 26 عاما.

وتنقل وول ستريت جورنال عن العديد من الخبراء الاقتصاديين تكهناتهم بأن تنزلق الولايات المتحدة إلى ركود هو الأسوأ منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي مع ارتفاع في معدلات البطالة تتجاوز 8% بحلول عام 2010 مقارنة بنسبة 6.2% حاليا

ليست هناك تعليقات: